كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 2)

(فسل حنيناً وسل بَدْرًا وسل أحدا ... والنهروان وسل صفّين والجملا)

(فيا ابْن طه عَلَوْت النَّاس مرتبَة ... وَجل قدرك أَن تحكي لَهُ مثلا)

(هَل أَنْت ملك عَظِيم الْخلق أم ملك ... أبن فأمرك هَذَا حير العقلا)

(جمعت كل صِفَات الْحسن أعظمها ... جبر الخواطر للعاني وَمن وصلا)

(لَا سِيمَا من عبيد غرس نعمتكم ... أَبَا وجدا فَمن ذَا أَصْبحُوا أصلا)

(لذا حثثت مطايا الْعَزْم مسرعة ... إِلَى فنائك كَيْمَا أبلغ الأملا)
مِنْهَا
(مَا ينفذ حكم الشَّرْع دَامَ سوى ... ذَات الشريف وَمَا عَنهُ نرى حولا)

(أدامه الله فِي سعد يسر بِهِ ... وَذَا دُعَاء لكل الْخلق قد شملا)

(ثمَّ الصَّلَاة على الْمُخْتَار من مُضر ... والآل والصحب مَا مدح الشريف حلا)
وَلما وقف على قَول الْبَدْر الدماميني
(يَا سَاكِني مَكَّة لَا زلتم ... أنسا لنا أَنِّي لم أنسكم)

(مَا فِيكُم عيب سوى قَوْلكُم ... عِنْد اللقا أوحشنا إنسكم)
قَالَ مجيباً
(مَا عيبنا هَذَا وَلكنه ... من سوء فهم جَاءَ من حدسكم)

(لم نعن بالإيحاش عِنْد اللقا ... بل مَا مضى فابكوا على نفسكم)
وحذا حذوه وَلَده زين العابدين الْمُقدم ذكره فَقَالَ
(يَا مظهر الْعَيْب على قَوْلنَا ... عِنْد اللقا أوحشنا أنسكم)

(مَا قصدنا مَا قد جنحتم لَهُ ... من خطأ قد جَاءَ فِي فهمكم)

(فقولنا الْمَذْكُور جَار على ... حذف مُضَاف غَابَ من حدسكم)

(وَالْقَصْد فقد الْأنس فِيمَا مضى ... لَا ضِدّه الْوَاقِع فِي وهمكم)

(فالأنس لم يوحش بلَى فَقده ... هُوَ الَّذِي يوحش من مثلكُمْ)

(وَبعد أَن بَان لكم فاجزموا ... بِنِسْبَة الْعَيْب إِلَى نفسكم)
وَحين وقف على مَا قَالَه الْعَلامَة أَحْمد بن عبد الرؤف قَالَ مجيباً ومعتذراً عَن الدماميني
(صونا موَالِي الْفضل بَين الورى ... للبدر إِن تُدْرِكهُ شمسكم)

(وجللوه بعباء الإخا ... فَإِنَّهُ الْأَنْسَب من قدسيكم)

(فَإِنَّهُ الْكَنْز وبنيانه ... مؤسس قد مَا على أسكم)

(كَأَنَّهُ أضمر أَن شانكم ... صناعَة الْإِيهَام فِي لفظكم)

(فَاسْتعْمل النَّوْع الَّذِي أَنْتُم ... أَدْرِي بِهِ كي يجتني غرسكم)

الصفحة 460