كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 2)

كوكبان وَبهَا نَشأ وَقَرَأَ الْقُرْآن وَأخذ بهَا عَن أكَابِر الْعلمَاء الْأَعْيَان وَلم يزل يكْتَسب الْفَضَائِل ويجد فِي تَحْصِيل دَقِيق الْمسَائِل حَتَّى نَالَ مَا ناله ثمَّ تولى بعد وَالِده ملك كوكبان وَمَا والاها من الْبِلَاد وَعلا شَأْنه وَقصد وحطت عِنْده رحال أهل الآمال وَكَانَت حَضرته مجمع الأدباء وحلبة الشُّعَرَاء وهمته مَقْصُورَة على مجد يشيده وأنعام يجدده وَفضل يصطنعه وخامل وَضعه الدَّهْر فيصنعه وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ فاق فِي عصره بِالْيمن على الأقران وساد الْأَعْيَان فَلَا يدانيه مدان مَعَ مَا يُضَاف إِلَى ذَلِك من منظر وسيم ومخبر كريم وخلائق رقت وراقت وطرائق علت وفاقت وفضائل ضفت مدارها وشمائل صفت مشارعها وسودد تثنى بِهِ عُقُود الخناصر ويثنى عَلَيْهِ طيب العناصر وللفقيه الْعَارِف صَالح ابْن الصّديق النمازي الخزرجي أرجوزة سرد فِيهَا نسب جد صَاحب التَّرْجَمَة الإِمَام المتَوَكل على الله يحيى شرف الدّين بن شمس الدّين وأضاف القَاضِي الْفَاضِل الْعَلامَة أَبُو الْفضل عماد الدّين يحيى بن الْحسن الحيمي نسب صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى الإِمَام شرف الدّين فلنذكر أَولا أَبْيَات الحيمى ثمَّ نعقبها بِأَبْيَات النمازي فمطلع الأولى هُوَ قَوْله
(أَقُول بعد الْحَمد فِي مقالي ... وَالشُّكْر للخالق ذِي الْجلَال)

(وَبعد أَن أهْدى الصَّلَاة سرمدا ... ثمَّ السَّلَام قَاصِدا مُحَمَّدًا)
إِلَى أَن يَقُول
(معطي الجزيل ذِي النوال الغامر ... مولَايَ عبد الْقَادِر بن النَّاصِر)

(سليل عبد الْبر ذِي المكارم ... نل على صفوة الأكارم)

(سليل شمس الدّين ذِي الْكَمَال ... رَافع بَيت الْمجد والمعالي)

(ابْن الإِمَام الحبر ذِي الْعُلُوم ... كَهْف اللهيف كافل الْيَتِيم)

(يحيى بن شمس الدّين من سَاد الورى ... وَمن حَدِيث مجده لن يفترى)

(هَيْهَات أَن تحصى لَهُ مَكَارِم ... أَو أَن تكون مثله الأكارم)

(دَعَا إِلَى الله بعزم صَادِق ... وَقَامَ بِالْفَرْضِ وَحقّ الْخَالِق)

(ومهد الأقطار والبلادا ... وَأصْلح الله بِهِ العبادا)

(أَحْيَا من الْعلم بدرس مَا درس ... وَاتبع النَّاس هدى ذَا القبس)

(وهاك مَا أوردت فِي إيجازي ... متمماً مَا نظم النمازي)

(فِي نظمه سلسلة الإبريز ... وسردها فِي النّسَب الْعَزِيز)

الصفحة 470