كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 2)

(فيرحلون مَا عدا من ذكرا ... من أَهلهَا خلص من قد أمرا)

(فَإِنَّهُم شوكته القوية ... وخادمو حَضرته الْعلية)

(فَلم يزَالُوا هَكَذَا أَبَا بأب ... مقترين من أعالي ذَا النّسَب)
أَشَارَ إِلَى الْقَوَاعِد الْقَدِيمَة لولاة مَكَّة الْكَرِيمَة أَن يُنَادى بعد لتَمام الْحَج يَا أهل الشَّام شامكم وَيَا أهل الْيمن يمنكم فيرحل كل إِلَى بَلَده وَلَا يُقيم بِمَكَّة الأخواص أَهلهَا من ذَوي الْبيُوت الْقَدِيمَة فَلَمَّا تولى مَكَّة وشاع ذكره رغب كل أحد فِي الْمُجَاورَة بهَا وَصَارَت مصر من الْأَمْصَار
(فَعِنْدَ مَا قد أفضت الْخلَافَة ... لحسن وجاورت خلَافَة)

(ومهد المسالك المخو فَهُوَ ... وشيد الْمعَاهد المألوفة)

(وَكَثُرت بعدله الأرزاق ... وعمرت بأمنه الْأَسْوَاق)

(وفجر الله عُيُون الأَرْض ... بصيته الْبَاقِي ليَوْم الْعرض)

(أَقَامَ كل بفنا الْبَيْت الْعَتِيق ... وأملوه من ورا الْفَج العميق)

(ونال كل مِنْهُ مَا قد أمله ... لما أناه قَاصِدا وَأم لَهُ)

(وَالنَّاس فِي عَيْش بعدله خصيب ... وَقد حوى بفضله كل نصيب)

(أما أولو الْعلم ففازوا بِالنعَم ... ونشروا على رُؤْسهمْ علم)

(وتوجوا لَدَيْهِ بالوقار ... فَمَا رَآهُمْ قطّ باحتقار)

(لَا سِيمَا من مِنْهُم ينتسب ... إِلَيْهِ بالإخلاص وَهُوَ السَّبَب)

(ويخدم الخزانة المعمورة ... بِكُل آيَة لَهُ مسطورة)

(من كل تأليف عَظِيم المنقبة ... بِهِ اسْتحق نيل تِلْكَ الْمرتبَة)

(وهم لعمري فرقة كَبِيرَة ... وَمِنْهُم نالهم هذي السِّيرَة)

(فَإِنَّهُ فِي كل عَام شمسى ... يبدع تأليفا بديع الْأنس)

(الأصداف ... أسسها فِي ذرْوَة الْأَوْصَاف)

(كذاعبون لمسائل حوى ... من الْعُلُوم أَرْبَعِينَ بالسوا)

(وَشَرحه القصيدة الْمَقْصُورَة ... لِابْنِ دُرَيْد نِسْبَة شهيرة)

(وَشَرحه أَيْضا لحسن السِّيرَة ... بِمَالِه من حسن السريره)

(وغيرذا من غرر القصائد ... وكل نثرزينة الفرائد)
أَشَارَ إِلَى احتفاله بِالْعلمِ وَأَهله حَتَّى ألفوا لَهُ التصانيف اللطيفة

الصفحة 7