تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (119) } .
عن قتادة: قوله: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ} الآية، وأن الإسلام طهّره الله من كل سوء، وجعل لك فيه يا ابن آدم سعة إذا اضطررت إلى شيء من ذلك.
قوله: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ} في أكله، {وَلاَ عَادٍ} أن يتعدّى حلالاً إلى حرام وهو يجد عنه مندوحة.
وقوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ} .
قال ابن كثير: (وما) مصدرية أي: ولا تقولوا الكذب لوصف ألسنتكم {هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ} قال مجاهد: في البحيرة والسائبة.
قال ابن كثير: ويدخل في هذا كل من ابتدع بدعة ليس له فيها مستند شرعي، أو حلّل شيئًا مما حرّم الله، أو حرّم شيئًا مما أباح الله بمجرد رأيه وتشهّيه.
وعن قتادة: قوله: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ} قال: ما قص الله تعالى في سورة الأنعام حيث يقول: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} الآية.
وقوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ} ، أي: استقاموا على الطاعة، {إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا} ،
أي: التوبة، {لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} ، قال بعض السلف: كل من عصى الله فهو جاهل.