كتاب المساعد على تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

1 - كائن دعيت إلى بأساء داهمةٍ ... فما انبعثت بمزؤود ولا وكل
أي فما انبعثت مزؤوداً ولا وكِلاً، ومثله:
2 - فما رجعتْ بخائبةٍ ركابٌ ... حكيم بن المسيب منتهاها
أي فما رجعت خائبةً، وقد أولا علي أن الباء فيهما للحال لا زائدة، وتقدير الأول: فما انبعثت ملتبساً بمزؤود، ويعني نفسه، كما في قولك: لقد صحبك مني رجل كذا، وتقدير الثاني: فما رجعت ملتبسة بحاجة خائبة.
ولا يرد عليه أنه لم يقيد بالنفي، والسماع بتقدير تسليمه إنما هو معه لإشعار الزيادة به، وذكر في حروف الجر أن الحال ربما جرت بمن زائدة، ومثل له بقراءة زيد بن ثابت - رضي الله عنه- وجماعة: (ما كان ينبغي لنا أن نُتخذ من دونك من أولياء) بضم النون وفتح الخاء، أي نتخذ أولياء.
والبأساء الشدة، قال الأخفش: بني على فَعْلاء وليس له أفعل لأنه اسم، كما يجيء أفعل في الأسماء ليس معه فعلاء نحو أحمد.
وزأدته أزأده زأداً أذعرته، وزئد فهو مزؤود أي مذعور؛ ويقال: رجل وَكِلٌ بالتحريك ووُكَلةً أيضاً كهمزة، وتُكَلَة أي عاجز يكل أمره إلى غيره ويتكل عليه.

الصفحة 7