كتاب الإحكام شرح أصول الأحكام لابن قاسم (اسم الجزء: 2)

وأن يكون المحنك من الصالحين وفيه استحباب التسمية بعبد
الله.
(وقال - صلى الله عليه وسلم - ولد لي الليلة ولد) من مارية القبطية سنة ثمان من الهجرة (سميته باسم أبي إبراهيم) يعني الخليل عليهما أفضل الصلاة والسلام تذكيرا به وليقتدى به (متفق عليهما) ورواهما أهل السنة وغيرهم ولأبي داود تسموا باسماء الأنبياء لأن الاسم يذكر بمسماه ويقتضى التعلق بمعناه.
(وعن أبي الدرداء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إنكم تدعون يوم القيامة باسمائكم) أي تدعون على رؤوس الأشهاد بالاسم الحسنى والوصف المناسب له وفي تحسين الأسماء تنبيه على تحسين الأفعال (وأسماء ابائكم) فيقال يا فلان ابن فلان (فأحسنوا اسماءكم) لتأثيرها في المسمى وغير ذلك (رواه أبو داود) قال النووي بإسناد جيد ورواه أحمد وغيره وكان - صلى الله عليه وسلم - يحب الاسم الحسن ولما جاء سهل يوم الحديبية قال سهل أمركم.
(ولمسلم عن ابن عمر مرفوعا) إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال
(أحب اسمائكم إلى الله) لأحمد وغيره إن من أحسن
اسمائكم ومن حديث عبد الرحمن بن سبرة إن خير الاسماء
(عبد الله وعبد الرحمن) ففيه استحباب التسمية بهذين
الاسمين وما كان مثلهما لأنها تضمنت ما هو وصف لله

الصفحة 549