كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 2)

فقالت طائفة منها القبلة هاهنا قبل الشمال فصلوا وخطوا خطا وقال بعضهم (1) القبلة ها هنا قبل الجنوب وخطوا خطا فلما اصحبنا وطلعت الشمس اصبحت تلك الخطوط لغير القبلة فقد منا من سفرنا فاتينا النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه عن ذلك فسكت وانزل الله عز وجل (ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله) أي حيث كنتم * وكذلك رواه الحسن بن على بن شبيب المعمرى ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندى عن احمد بن عبيدالله ولم نعلم (2) لهذا الحديث اسنادا صحيحا قويا وذلك لان عاصم بن عبيدالله بن عمر العمرى ومحمد بن عبيد الله العرزمى ومحمد بن سالم الكوفى كلهم ضعفاء والطريق إلى عبد الملك العرزمي غير واضح لما فيه من الوجادة وغيرها وفي حديثه ايضا تزول الآية في ذلك وصحيح عن عبد الملك بن ابى سليمان العرزمي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمر ابن الخطاب ان الآية انما نزلت في التطوع خاصة حيث توجه بك بعيرك وقد مضى ذكره *
(أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن اسحاق ثنا أبو المثنى ثنا يحيى عن عبد الملك بن ابى سليمان ثنا سعيد بن جبير عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه قال وفيه نزلت (فاينما تولوا فثم وجه الله) * رواه مسلم في الصحيح عن القواريرى عن يحيى بن سعيد *
(وروينا) عن ابن عباس رضى الله عنهما انها نزلت في المكتوبة ثم صارت منسوخة وذلك فيما
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ اخبرني أبو بكر اسمعيل بن محمد الفقيه بالرى ثنا محمد بن الفرج الازرق ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال اول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا والله اعلم شان القبلة قال الله تبارك وتعالى (ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله) فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق فقال (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها) يعنون بيت المقدس فنسخها فصرفه الله إلى البيت العتيق فقال (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) وفي كلام الشافعي رحمه الله بيان ما في هذه الرواية عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وهو انه دخل في مبسوط كلامه فلما هاجر إلى المدينة استقبل بيت المقدس موليا عن البيت الحرام وهو يحب لو قضى الله له باستقبال البيت الحرام فانزل الله عز وجل هذه الآية إلى ان انزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء * قال الشيخ وروى عن ابن عباس انها نزلت في قولهم ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها *
(أخبرنا) أبو زكريا بن ابى اسحاق المزكي ثنا أبو الحسين احمد بن محمد بن عبدوس الطرايفى حدثنا عثمان ابن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن على بن ابى طلحة قال قال ابن عباس ان اول ما نسخ من القرآن القبلة وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان اكثر اهلها اليهود امره الله ان يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهر أو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة ابراهيم عليه السلام فكان يدعو الله وينظر إلى السماء فانزل الله عز وجل (قد نرى تقلب وجهك في السماء إلى قوله فولوا وجوهكم شطره) يعنى نحوه فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما ولاهم عن
__________
(1) في مد بعضنا * (2) في مد ولا نعلم *

الصفحة 12