كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

فلم يغاثوا. وتعذر وجود الخبز، وازدحم الناس على شراء الغلال، ووقف سعر التليس على دينار إلا أنه لا يوجد إذا طلب؛ وأبيع سراً التليس القمح بدينارين، والحملة الدقيق بدينارين وربع، والخبز أربعة أرطال بدرهم، وثمن الحمل الدقيق بعشرين درهماً
وأهل شهر رجب بيوم الأربعاء. وفي ثالثه توجه أبو القاسم بن رزق البغدادي في الرسالة إلى الحجاز. وفي خامسه خلع على داوود بن يعقوب الكتامي ثوب مثقل وعمامة، وقلد الحسبة والأسواق والسواحل؛ فنزل في موكب عظيم وبين يديه اثنتا عشرة نجيبة تحيط به إلى مجلس الحسبة بمصر، فنظر في الأسعار عوضا عن ابن غرة فاستقامت الأحوال. وقلد ذو القرنين أبو المطاع بن الحسن بن حمدان الإسكندرية وأعمالها غربا وأمر ولده فاضل ولقب عظيم الدولة، واستقر عوضه والي البلد.
وفيه قرىء بالإشراق سجل برفع المناكر وترك التظاهر بشيء منها، وألا يخرج النساء من بعد العصر إلى الطرقات بالقرافة؛ وأن تنزه هذه الأشهر الشريفة عن المناكير؛ وألا يجتمع الناس كما كانوا يجتمعون بالجزيرة والجيزة وبالقرافة على شيء منها ومن المحظورات؛ وأن يمنع الغناء ظاهرا إلا بالقضيب فإنه مباح.
وفي ثامن قلد محمد بن عبد الله بن مدبر ديوان الخراج شركةً. وركب الظاهر إلى مسجد تبر؛ وعاد. وفي غده تعذر وجود الخبز، وأمر ببله في الماء في القصارى؛ قيل وبيع ثلاثة أرطال بدرهم، ثم وجد. وفتحت مخازن جماعة من أهل الدولة.

الصفحة 135