كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

والجرجرائيان عصب الدولة أبو القاسم علي بن أحمد وأخوه أبو عبد الله محمد بن أحمد، ومحسن بن بدواس وابن خيران. وفي رابع عشره خلع على جناح بن يزيد الكتامي، وحمل على فرسين، وقلد طبرية.
وفي سابع عشره ركب الظاهر وعاد. وفي هذا الشهر اشتد غلاء القمح، وبيع التليس بثلاثة دنانير، والشعير بأربع ويبات بدينار، والخبز رطلين ونصفا بدرهم. وعز وجود التبن فأبيع الحمل بدينار؛ وغلت أصناف الحبوب وعامة ما يؤكل. ولم ير النيل فيما تقدم من السنين أقل نقصانا منه في هذه السنة.
وفي ثالث عشريه ركب الظاهر إلى مسجد تبر، وعاد. وفيه نزل القائد الأجل معضاد والشيخ العميد أبو القاسم الجرجرائي ومحسن بن بدواس صاحب بيت المال إلى مصر، فأثبتوا تركة بنت أبي عبد الله بن نصر امرأة أبي جعفر بن قائد القواد الحسين بن جوهر، فوجد فيها وبرادات مكللة بالجوهر، وأمر جليل من المال والجوهر لأن للسلطان منها الثلث.
وفي هذا الشهر أمر ببناء حظير دائر على مقياس النيل بالجزيرة، ووكل به الشريف أبو طالب محمد بن العجمي متولى الصناعة، فبناه بالحجر الأبيض، وأنفق عليه مالا كثيرا. ونقل إليه الحجر من حظير كبير كان مبنيا على الشاطىء بناحية طرا.

الصفحة 142