كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

في الجزيرة للتنزه هناك. ولم تزل العشاريات تلعب في البحر الليل كله والمسرة متصلة بينهم؛ فقدم في آخر النهار مركب يحمل حطبا من الصعيد، فقلب نوتيته وقطع الجسر، وغرق مركبان منه، وقطع ثلاث قطع، وغرق عشاريان بمن فيهما.
وفي هذا الشهر كوتب أبو الحارث نقيان بن محمد بن نقيان الخيملي، متولى حرب تنيس ودمياط، بالمسير إلى حلب ليتسلمها عوضا عن محمد سند الدولة أبي محمد الحسن ابن محمد بن نقيان الكتامي عند وصول هديته إلى الحضرة؛ فسار. وكان من خبر مدينة حلب أن عزيز الدولة فاتكا لما قتل وأقيم من بعده غلامه بدر مكانه، ثم قبض عليه علي بن الضيف، وأقام بحلب سنة، وولى سند الدولة أبو محمد الحسن بن نقيان فنزل صالح بن مرداس الكلابي على حلب ونازلها؛ وقد كره الناس ابن نقيان وموصوفاً الخادم لسوء سيرتهما، فسلموا البلد إلى صالح. والتجأ ابن نقيان وموصوف إلى القلعة وتحصنا بها؛ فاستخلف صالح على مدينة حلب أبا منصور سليمان بن طوق، ومضى إلى بعلبك فملك قلعتها بعد حرب، وقتل جماعة من أصحاب الظاهر. واجتمع هو وحسان بن جراح وإخوته، وسنان ابن عليان على فلسطين وتحالفوا على اجتماع كلمتهم ومحاربة الظاهر، وتقاسموا البلاد كما سيأتي ذكره إن شاء الله.
وأما ابن طوق فإنه حصر قلعة حلب حتى أخذها بمباطنة من أهلها وأمسك ابن نقيان وموصوفا، فقتل ابن نقيان في يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الآخر من هذه السنة، واعتقل موصوفا. فركب أبو الحارث بن نقيان البحر من تنيس إلى طرابلس، ودخل حلب يوم الأحد سابع عشري جمادى الأولى هذا، وملكها، وسمى سابق الدولة أبو طاهر بن كافي متولي الشرطة السفلى بمصر من قبل بدر الدولة بأخذ تنيس ودمياط، واستخلف أخاه جلال الدين على الشرطتين العليا والسفلى من قبل بدر الدولة.

الصفحة 147