كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

نهار الثلاثاء رابع عشريه، وهو رابع النوروز، أحضر المحتسب الجزارين والهراسين ومنعهم من ذبح الأبقار، فانقطع بيع لحمها من الأسواق.
وفي خامس عشريه ركب الظاهر إلى مسجد تبر في عساكره، وعاد.
شهر رجب؛ أوله الاثنين. في ثانيه ركب الظاهر إلى نواحي القصور وعليه عمامة ياقوتية مذهبة وثوب دبيقي بياض مذهب بغير مظلة؛ وعاد.
وفيه قدم الخبر بأن منتخب الدولة أنوشتكين الدزبري متولى حرب فلسطين، أنفذ إلى بيت جبرين، إقطاع حسان بن جراح، من قبض على أمواله؛ فبعث إلى أعوان الدزبري وأخذهم وضرب أعناقهم. فلما بلغ ذلك الدزبري قبض بالرملة على أبي الغول الحسن بن فيروز، صاحب حسان، وعلى كاتبه وسجنهما في حصن يافا مقيدين.
وفي رابعه زين العامة أسواق البلد، وخلقوا وجوه الصبيان، ونادوا بوفاء النيل ستة عشرة ذراعا، فخلع على ابن أبي الرداد خلعا دبيقية مذهبة ورداءً محشواً مذهبا وعمامة شرب مذهبة، وحمل على بغلين بسرجين ولجامين مذهبين، أحد السرجين مصفح؛ وأعطى ست عشرة قطعة ثياب وثلاثة آلاف درهم. وبلغ الماء اصبعين من سبعة عشر ذراعا، فكان يوما حسنا كثر فيه سرور الناس.
وفيه خلع على بقي الخادم الأسود، غلام بدر الدولة نافذ، ثوب مثقل طميم وعمامة قاضي مذهبة، وسيف ذهب؛ وقلد الشرطتين بمصر؛ وحمل على فرس بسرج ولجام مذهب،

الصفحة 150