كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

ذكره. ثم اتفق أن اعتل حسان علة أشفى منها، وكثر الإرجاف به فيها، وكتب أصحاب الأخبار بذكرها إلى الظاهر؛ فكاتب الدزبري بقصده وانتهاز الفرصة في أمره؛ فسار إليه وهو بناحية نابلس. فبلغ حسان عن سيره، وقد أبل من مرضه فاستنهض أهله وأصحابه، وجمع نحواً من ثلاثة آلاف فارس، وتلقى الدزبري، فعاد إلى الرملة وحسان في إثره، فحصره واستدعى رجاله من الجبال والشراة إليه، فصار إليه منهم عدد كثير. وقاتله الدزبري على باب الرملة ثلاثة أيام بلياليها بعد ما كبس حسان طبرية، ونهبها، وقتل من بها، وفر منها متوليها مجد الدولة فتاح بن بويه الكتامي إلى عكا. فبلغ حسان، عن أخيه ثابت، أنه انتهى إلى الدزبري، فبعث جريدة كبست حلة ثابت ونهبتها.
وفيه أفرد صدقة بن يوسف الفلاحي بالنظر في ديوان الكتاميين. وأقام الظاهر أياما لم يركب ولم يدخل إليه أحد.
وفي حادي عشريه ورد الخبر بأن حسان بن جراح اجتمع مع سنان بن عليان بن البنا، وانضم إليه سائر إخوته، وساروا جميعا بظاهر فلسطين؛ فقابلهم الدزبري كما تقدم، إلى أن فارقه ثابت بن جراح ولحق بأخيه حسان. وقدمت نجدة من صالح بن مرداس لحسان، فبعث الدزبري يطلب من الظاهر نجدةً بألف فارس وألف راجل، فجردت جماعة يسيرة، ودفع إلى كل فارس أربعون دينارا؛ فاشتملت الجريدة على ألفي فارس وراجل، تولى النفقة فيهم معضاد الخادم والشريف العجمي ونجيب الدولة الجرجرائي. فلم يخرج من الجريدة إلا طائفة يسيرة مضوا إلى العريش؛ وبطل أمر من تجرد بعد ذلك.
وسعي بمحسن بن بدواس بأنه كاتب حسان بن جراح يحرضه على الفتنة، وكاتب ملك الروم يطمعه في الدولة. وانتصب له الطائفة التي تحضر عند الظاهر في المعاملة.

الصفحة 152