كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

شهر شوال؛ أوله السبت. فيه ركب الظاهر في عساكره، وبين يديه فيل وزرافات وبنود مذهبة بقصب وفضة، والطبول تضرب والجنائب تقاد أمامه؛ وجميع قواد الأتراك والمصطنعة في السلاح، وعليه ثوب خز بعمامة نظيره، وفي يده القضيب، وعليه السيف ومعه الرمح، وعلى رأسه المظلة المذهبة يحملها مظفر، وبين يديه الخدم السودان وعليهم أصناف المذهبات إلى المصلى. فصلى ورقى المنبر، واستدعى قاضي القضاة، فطلع؛ ثم استدعى إبراهيم الجليس المؤدب، فطلع؛ ثم استدعى شمس الملك أبا الفتح مسعود بن طاهر الوزان، فطلع، ثم استدعى تاج الدولة ابن أبي الحسين، صاحب صقلية كان، ثم استدعى زين الملك على بن مسعود بن أبي الحسين، ثم استدعى علي بن فضل، ثم عبد الله بن الحاجب؛ ثم جدل بالبندين المنصوبين على المنبر؛ وخطب؛ ثم نزل وعاد إلى قصره. وأحضر السماط فحضر أهل الدولة، ولم يحضر الظاهر، وكان في منظرة يشاهدونه. وفي ثامنه صرف نجيب الدولة مجلى بن نسطورس عن ديوان الأحباس بأبي غالب الصيفي النصراني كاتب ديوان الخراج. فيه ضربت خيمة بظاهر باب الفتوح؛ ووقع الاهتمام بتجريد العساكر إلى الشام.
وفي هذا الشهر تحرك السعر، وبلغ التليس القمح دينارين وثلثين، والتليس الشعير دينارا واحدا، والخبز رطلين بدرهم. وقدم الخبر بأن الحرب بمكة قامت بين الحسنيين والصليحيين، فخرج منها أبو الفتوح حسن بن جعفر؛ وأن الغلاء بها شديد.

الصفحة 161