كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

وقدم الخبر بمحاربة الدزبري لأصحاب حسان بن جراح على عسقلان، وأن عدة جند الدزبري خمسة آلاف قد نهكتهم الحرب والغارات. وقبض على رجل قدمه حسان بن جراح إلى بني قرة بالبحيرة يدعوهم إلى نصرته ويعدهم مواعيد كثيرة، فأجابوه بالموافقة؛ وأخذت منه الكتب وحبس.
وكانت ليلة الميلاد في يوم الخميس عشريه، فاشتغل الناس عما كانوا يبتاعونه فيها من الفواكه والحلوى بما هم فيها من الأمراض؛ وتواتر الموت، بحيث لم تخل دار أحد من عدة مرضى من الدم وأوجاع الحلق؛ وبلغت الرمانة ثلاثة دراهم، والبطيخة البرلسي ثلاثين درهما، والأوقية الشراب بدرهم، والقمح ثلاثة دنانير التليس، والأردب الشعير بدينار، والرطل اللحم ثمانية دراهم. وعز وجود شيء من الحيوان مثل الدجاج والفراريج؛ وبلغت راوية الماء ثلاثة دراهم. فتهالك الناس من كل جهة، وكسرت الأسواق، فكانت الثياب والأمتعة ينادي عليها فلا يوجد من يدفع درهماً فما فوقه.
وفيه قطع على حاج المغاربة الخارجين في البر عند تعذر أمر الحج، فتقدمت جماعة من المغاربة القادمين من بلاد المغرب بغير أمير، فلما جاوزوا بركة الجب قطع عليهم الطريق وأخذت أموالهم، فهلك منهم عدة وعاد من بقى.
ذو القعدة؛ أوله الأحد. فيه اشتدت عقوبة جواري محسن بن بدواس في طلب المال. وكانت ليلة الغطاس في ليلة الأربعاء رابعه، فجرى من هو صحيح على العادة في شراء

الصفحة 162