كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

فيها قصد الأمير أبو الحارث أرسلان البساسيري الموصل ومعه قريش بن بدران بن المقلد بن المسيب العقيلي أمير الغرب فملكها. وخرج إليه السلطان ركن الدين أبو طالب طغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق، ففارقها؛ واتجه طغرلبك إلى نصيبين فخالف عليه أخوه لأمه إبراهيم بن ينال وسار إلى همذان، فرجع في إثره؛ وتلاحقت الأتراك، فاستدعى الخليفة القائم دبيس من مزيد، فوصل إليه وقد أرجف بمسير البساسيري إلى بغداد فعظم الخوف منه، فرجع دبيس إلى بلاده. فلما كان يوم الأحد الثامن من ذي القعدة من هذه السنة وصل البساسيري إلى بغداد ومعه قريش بن بدران، وخطب في جامع المنصور للمستنصر بالله الفاطمي وقطع الخطبة لبني العباس، وعقد الجسر وعبر عسكره. فلما كانت الجمعة الثانية خطب بجامع الرصافة للمستنصر. وكانت بينه وبين أهل بغداد حروب آلت إلى هزيمة رئيس الرؤساء وزير القائم والعسكر، وقتل جماعة من الأعيان. ووقع النهب في البلد، ودخل أصحاب البساسيري إلى البلد، ووصلوا إلى باب النوبي الشريف؛ فركب القائم بسواده وعلى كتفه البردة، وبيده السيف وعلى رأسه اللواء، وحوله جماعة بني العباس والخدم بالسيوف المسللة، فرأى الأمر شديداً، فعاد وأبعد المنظرة،

الصفحة 252