كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

عشرة آلاف دينار ليسير إليه الخليفة القائم على حال جميلة؛ وعزم على أنه إذا وصل تلقاه أحسن لقاء وبالغ في إكرامه. ويقال إنه بنى القصر الغربي لينزله فيه، ويحمل إليه ما ينسيه به ما كان فيه من إقامة الرواتب السنية، وأن يقرر له في كل يوم مائة دينار؛ وأنه إذا ركب المستنصر في أوقات ركوبه قدمه بين يديه يحجبه. فإذا أقام على ذلك مدة، وبات وانتشر في الأقطار خبر ذلك خلع عليه وعقد له ألوية الولاية للعراق، وكتب عهده بتقليده إياه، وسيره إليه، وأعاده إلى مملكته وخلافته من قبله. فمنعه حادث القدر قبل إدراك ذلك. وكان من جملة أسباب فوات هذا أن البساسيري لما بعث الكتب إلى المستنصر يعرفه بإقامة الخطبة له ببغداد كان الوزير حينئذ أبو الفرج محمد بن المغربي، وهو ممن فر من البساسيري وصار إلى القاهرة، فحذر المستنصر من البساسيري وخوفه عاقبته؛ فتركت أجوبته مدة، ثم عادت الأجوبة بخلاف ما أمله البساسيري؛ ثم قدم طغرلبك فانتصر عليه.
وفيها بنيت القبة التي بصحن جامع دمشق، شرقي الجامع على باب مشهد علي، وكتب عليها اسم المستنصر.
وفيها ولى المستنصر ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان دمشق في شهر رجب

الصفحة 255