كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

بالمصري. فصار إلى فخر العرب من جملة ما وقع في سهمه منها قطعة بلخش زنتها ثلاثة وعشرون مثقالا، فأنفذها مع باقي ما حصل له منها إلى الفخرية، وكانت بثغر الإسكندرية، فحملت بعد ذلك إلى تنيس مع غيره من رجالاتهم، فصار جميعه عند أمير الجيوش بالشام. وصار إلى تاج الملوك منها حبات در، زنة كل حبة ثلاثة مثاقيل وعدتها مائة حبة؛ فلما انهزم من مصر أخذها بعض غلمانه مع غيرها من نفيس الجوهر وهرب إلى الصعيد، فقتل وأخذ منه.
وأخرج من خزائن الطيب مما أخرج خمسة صواري عود هندي، طول كل واحد منها ما بين تسعة أذرع إلى عشرة أذرع؛ وكافور قنصوري زنة كل حصاة منه من خمسة مثاقيل إلى ما دونها؛ وقطع عنبر تزن القطعة ثلاثة آلاف مثقال، فوهب ذلك لناصر الدولة، فحاز منه ما لا حد له ولا قيمة. وحمل إليه من القصر متارد صيني، يقوم كل مترد منها على ثلاثة أرجل على صورة السباع وغيرها، يسع كل منها مائتي رطل وما فوقها؛ وعدة قطع يشب وبازهر، منها جام سعته ثلاثة أشبار ونصف وعمقه شبر، مليح الصورة. وأخرج من القصر منديل نسيج من زغب ريش بدائر يسمى السمندل، طوله تسعة أشبار، لا يحترق بالنار، فاشتراه بعض المسافرين التجار بثمن يسير طلب فلم يقدر عليه. وصار إلى ناصر الدولة قطرميز بللور فيه صور ناتئة عن ضبته يسع سبعة عشر رطلا، ودكوجة بللور تسع عشرين رطلا؛ وقصرية يصب كبيرة جدا؛ وعدة كاسات يصب؛ وطابع ند فيه ألف مثقال عمله فخر الدولة أبو الحسن علي بن ركن الدولة ابن بويه الديلمي وكتب عليه فخر الدولة شمس الدولة، وكتب عليه أبياتا، منها:

الصفحة 291