كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

ومن يكن شمس أهل الأرض قاطبةً ... فندّه طابع من ألف مثقال
فاقتسمه ناصر الدولة وفخر العرب وتاج الملوك أمير الأمراء.
وصار لناصر الدولة أيضا طائر من ذهب مرصع بنفيس الجوهر وعيناه من ياقوت أحمر وريشه من الميناء المجري بالذهب كهيئة ريش الطاووس. وديك من ذهب له عرف كأكبر أعراف الديكة من الياقوت الأحمر، مرصع كله بسائر الدر والجوهر، وعيناه من ياقوت أحمر، كان يحيره ناظره كيفية تركيبه لالتئام الصنعة فيه وملاحتها. وغزال مرصع بنفيس الدر والجوهر، بطنه أبيض منطور من در رائع يخاله الناظر حيوانا. ومجمع سكارج مخروط من بللور فظ، وفيه سكارج من بللور يخرج منه ويعود إليه فتحته أربعة أشبار في مثلها، محكم الصنعة في غلاف من خيزران مذهب، فسمح به لفخر العرب. وأخرج بطيخة من كافور في شباك من ذهب مرصع، وزن كافورها سبعون منا سوى الذهب، اقتسمها فخر العرب وتاج الملوك، فخص فخر العرب منها ثلاثة آلاف مثقال من ذهب؛ وقطعة عنبر تسمى الخروف زنتها سوى ما يمسكها من الذهب ثمانون منا؛ وعدة قطارميز بللور فيها صور مجسمة بارزة، يسع كل منها عشرين رطلا.
وطلب الأتراك من المستنصر نفقة، فماطلهم بها، فهجموا على التربة التي للقصر وأخذوا ما فيها من قناديل الذهب ومن الآلات كالمداخن والمجامر وحلي المحاريب، فجاء منه خمسون ألف دينار. وصار إلى فخر العرب مقطع حرير أزرق رقيق بديع الصنعة منسوج بالذهب وسائر أنواع الحرير تنبيتاً، عمله المعز، فيه صورة أقاليم الأرض بمدنها وجبالها وبحارها وأنهارها وسعة حصونها، وفيه صورة مكة والمدينة، وفي آخره: مما أمر بعمله المعز لدين الله

الصفحة 292