كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (اسم الجزء: 2)

وتسلم جلال الدولة بن بويه من العين، له ولمن يجري مجراه وعدتهم عشرة نفر، من عطية واحدة مبلغ أربعة وأربعين ألف دينار ومائة وثلاثين دينارا. ووصل إلى بغداد على يد التجار مما خرج من القصر، على ما وقفت في تاريخ بعض البغداديين، أحد عشر ألف درع وعشرون ألف سيف محلى، وثمانون ألف قطعة بللور وخمسة وسبعون ألف قطعة من الديباج. وبيع طشت وإبريق من بللور باثني عشر ألف دينار؛ وبيع نحو السبعين ألف قطعة من الثياب، وعشر حبات زنتها عشرة مثاقيل بأربعمائة دينار.
قال ابن ميسر: رأيت مجلدة تجيء نحو العشرين كراسة، فيها ذكر ما خرج من القصر من التحف والأثاث والثياب والذهب وغير ذلك.
وفيها صرف الوزير محمد بن جعفر ابن المغربي عن الوزارة في رمضان، وتقرر جلال الملك أبو أحمد، أحمد بن عبد الكريم بن عبد الحاكم بن سعيد الفارقي. وفيها قتل أمير الجيوش بدر بساحل الشام الشريف أبا طاهر حيدرة، ناظر دمشق، لإحن كانت في نفسه منه، وكان يعد من الأجواد. وفيها تغلب الأمير حصن الدولة معلى بن حيدرة الكتامي على دمشق واقتحمها قهراً بالسيف في شوال، فأساء السيرة في الناس.
وفيها عظم الغلاء بمصر واشتد جوع الناس لقلة الأقوات في الأعمال وكثرة الفساد، وأكل الناس الجيفة والميتات، ووقفوا في الطرقات فقتلوا من ظفروا به؛ وبيعت البيضة من بيض الدجاج بعشرة قراريط، وبلغت رواية الماء دينارا، وبيع دار ثمنها تسعمائة

الصفحة 296