كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 2)

وقال قوم: سمي حلف الفضول لتكلفهم فضولا لا يجب عليهم.
وقال بعضهم: إنما سمي حلف الفضول لأنه كَانَ فِي جرهم رجال يردون المظالم يقال لَهُم/ 287/ فضيل وفضال ومفضل وفضل فتحالفوا عَلَى ذَلِكَ.
فقيل: هَذَا الحلف مثل حلف هؤلاء النفر الَّذِينَ أسماؤهم هَذِه الأسماء.
والأول أثبت.
وأقام الزبير ومن معه بأمر الزبيدي حتى انصف العاص بن وائل، وَفِي ذَلِكَ يقول الزبير بن عبد المطلب:
حلفت لتعقدن حلفا عليهم ... وإن كنا جميعا أهل دار
نسمية الفضول إذا عقدنا ... يعز بِهِ الغريب لذي الجوار
وقدم رجل من بارق بسلعة فابتاعها مِنْه أبي بن خلف الجمحي فظلمه- وكان سيئ المعاملة والمخالطة- فأتى البارقي أهل حلف الفضول فاخذوا لَهُ مِنْه بحقه فقال:
تهضمني حقي بمكة ظالما ... أبي ولا قومي إلي ولا صحبي
فناديت قومي بارقا ليجيبني ... وكم دون قومي من فياف ومن كثب [1]
سيأبى لكم حلف الفضول ظلامتي ... بني جمح والحق يوجب بالغصب [2]
وقدم رجل تاجر من خثعم مكة ومعه ابنة لَهُ يقال لَهَا القتول فعلقها نبيه بن الحجاج بن عامر بن جذيمة بن سعد بن سهم فلم يبرح حَتَّى نقلها إلى
__________
[1] رسم الخط في قوله: «من كثب» غير جلي، ورواها في شرح النهج: 15/ 224 وقال:
«من سهب» وهي: جمع السهب- بفتح السين-: الأرض الواسعة، وسكنت الهاء للشعر.
[2] رسم الخط لا يأبى من أن يقرء «بالعضب» . وفي شرح النهج: «والحق يؤخذ بالغصب» .

الصفحة 13