كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

10
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فقد وفق الله الشاب الصالح الكاتب الأديب الأستاذ السيد أنس يعقوب الكتبي الحسني لنشر مآثر السلف الصالح من علماء هذه البلدة المباركة الطيبة بالبحث والمراجعة والمطالعة ومقابلة الإخوان والأصدقاء والآباء والأبناء والسعي والسؤال عن التراجم والتواريخ والأحوال، وهو جهد عظيم مبرور، وسعي كريم مشكور يشارك به في خدمة تاريخ المدينة النبوية المنورة بصاحب المقام المحمود والوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو تسجيل عظيم لحضارتها ومجدها وعزها لأن حضارة أي مجتمع وفضله ومجده وتاريخه إنما ينبني برجاله وأئمته الذين يبنون تاريخه ويضعون لبنات مجده وقواعده الأساسية، وقد طالعت جملة صالحة مما كتبه في هذا الباب.
وسررت بذلك داعياً له بالتوفيق وأحب أن أشاركه بإتحافه بما كتبه سيدي الوالد الإمام الحبيب علوي بن عباس المالكي الحسني عن الشيخ إبراهيم الأسكوبي المدني. والمساجلة الشعرية التي وقعت بينه وبين الشيخ عثمان الراضي المكي.
قال الوالد رحمه الله: لا ريب أن الأدب لأي أمة من الأمم هو مرآتها التي تبرز صورتها للعالم، بل هو لسانها الذي يدعو إلى معرفتها وتحليل آمالها وتصوير آلامها وتحديد أهدافها، فكم في عرض هذه المنتوجات الأدبية، من تخليد للآثار وتقديس للفن وتوجيه للشباب وشحذ لعزائمهم وتحليل قيم الشخصيات المعنوي وتلك في الحقيقة خدمة فنية كبرى للمكتبة الأدبية العربية خصوصاً وللأمة الإسلامية عموماً، وتهيئة للمواد الأساسية الأدبية تفسح المجال حالاً ومآلاً لمن يريد أن يكتب عنا وعن أدبنا وتاريخنا، ولا غرو فالأدب هو عنصر الحياة العامة وخطواته خاضعة قهراً لناموس التدريج والارتقاء، والأدباء هم الذين يفكرون في رقي الأمة ويعملون لمواصلة سيرها النشيط حتى تفوز بأمانيها، فما أحراهم بالإجلال والتقدير والذكرى الخالدة.

الصفحة 10