كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

11
ولقد ظفرت أثناء مطالعتي العامة في كتاب (أنواء البروق في تهذيب الفروق) لفضيلة شيخنا المحقق الأصولي العلاَّمة محمد علي بن حسين المالكي مفتي المالكية في بحث الشرط اللغوي ـ بتحفة أدبية، وهي سؤال الشيخ عثمان الراضي المكي الشيخ إبراهيم الأسكوبي المدني عن لغز لصفي الدين الحلي في بيتيه المشهورين:
وعدَتْ في الخميس وصلاً ولما شاهدتْ حولنا العِدا كالخميس
أخلفتْ وعدها وجاءت إلينا قبل ما بعد قبل يوم الخميس
وقد اختلف الشيخ عثمان الراضي والشيخ أحمد بافقيه في تعيين يوم الوصال وذلك في ندوتهما الأدبية التي تعقد كل أسبوع يوم الثلاثاء للاستجمام من عناء الدروس والأعمال على العادة الملكية فكتب الشيخ الراضي للأسكوبي محكّماً له في ذلك وهذا لون من ألوان أدب ذلك العصر يدلنا على مكانة الأدب واتصال الأدباء ومساجلاتهم وإقامتهم منتديات أدبية تعرض فيها المنتوجات الأدبية والألغاز والمسائل العلمية إلى إنشاء روائع الشعر وذكر غرائب القصص فكم تم فيها من إنتاج وكم وقع فيها من حل مشكل اجتماعي أو علمي خطير مع المحافظة على الخلق الجميل والاعتراف بالفضل لأهله والانتقاد النزيه من الغرض والحسد. وبهذا ينهض الأدب فياليت أدباءنا اليوم يحققون بينهم مبدأ الاتصال. ويعيدون مجال المنافسة والمذاكرة، ويرفعون للأدب مناراً عالياً مشيداً على إخلاص ويقين وخلق ودين. وهذه صورة تلك المساجلة.

الصفحة 11