كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

124 ...
الحرب في الطائف كثيراً من شظف العيش والبؤس حتى عاد بعد تلك الحرب إلى المدينة المنورة وعاد إلى عمله بالتدريس في المسجد النبوي الشريف (1).
شخصية محبوبة:
لقد كان الشيخ عبد الحي رجلاً معتزلاً على عبادته واطلاعه فأحبه الناس لما لمسوا فيه من طيب القلب وحسن البيان، فألقوا من حوله وآثروه على غيره فكان له من الأصدقاء الكثيرون، نذكر منهم على سبيل المثال: الشيخ محمد طه والسيد حامد عمر كاتب شاعر المدينة الذي ألقى قصيدة أمام الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حينما دخل المدينة وذلك في الإستطيون. والشيخ محمد خليل والشيخ أمين مرشد الرجل المعروف بعلمه ومعرفته أطال الله في عمره والسيد حامد بافقيه والشيخ أحمد مرشد والشيخ حسن الشاعر وغيرهم.
كلمة أخيرة:
أقول إن الشيخ عبد الحي أبو خضير عالِم فذ وصاحب مكانة كبيرة في المدينة لكني لم أقف على ترجمة مبسوطة كي أوفيه حقه غير الذي كتبه الأستاذ محمد سعيد دفتردار والمعلومات الأخرى التي استطعت أن أجمعها من بعض المعمرين وأتمنى أن يتضح لي الجديد في الأيام القادمة وأستطيع أن أضيفه في طبعة أخرى.
وفاة الشيخ عبد الحي:
وعندما أذنت حياته بالإنتهاء اشتد عليه المرض فوافته المنية في المدينة المنورة في يوم الإثنين 14 من شهر ربيع الأول عام 1380 هـ ودفن ببقيع الغرقد في موكب حافل بمشهد عظيم عليه رحمة الله بعد حياة حافلة كان فيها مثال العالم العامل الذي لا يرضى إلا بالحق والذي يرفض المناصب العالية في إباء واعتزاز ويؤثر ما عند الله على ما عند الناس.
* * * ...
__________
(1) جريدة المدينة ـ 18/ 9/ 1380 هـ.

الصفحة 124