كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

127 ...
الشيخ عبد الغني مشرف
هو عبد الغني بن عثمان بن مشرف بن علي بن علي مشرف المالكي المدني ولد الشيخ عبد الغني بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام في شهر رمضان المبارك من عام 1303 من الهجرة النبوية المباركة في دار والده بحوش منصور. كان رحمه الله متوسط القامة، عريض المنكبين، مستدير الوجه، واسع العينين، أقنى الأنف، عريض الجبهة، يرتدي الجبة والعمة في بداية حياته ثم ارتدى الغترة فيما بعد ولبس العباءة العربية، أما عن صفاته وأخلاقه، كان رحمه الله: طيب القلب، عفيف النفس، لا يحب الشهرة، يكره الملق والتكبر، عالِم بالفقه، يقلد الشافعي، رضيّ النفس، طليق اللسان، حلو الحديث.
تعليم الشيخ مشرف:
عندما بلغ الشيخ مشرف سن التعليم ألحقه والده كأقرانه في ذلك الزمن لفلك الحرف بكُتّاب الشيخ أحمد التابعي " كُتّاب الشيخ مصطفى الزهار سابقاً " وكان عمره آنذاك خمس سنوات ولكن الشيخ مشرف لم يستمر في ذلك الكُتّاب فترة طويلة فما لبث أن حفظ جزء عم فخرج من الكُتّاب في عام 1311 هـ والتحق بحلقات العلم في المسجد النبوي الشريف ليأخذ العلم من مناهله الصافية العذبة، فالتحق بإحدى حلقات الدروس لإكمال حفظ كتاب الله وتجويده، وفي فترة بسيطة استطاع تحقيق ما يبغي. ولكن روح طالب العلم لا تقف عند حدٍ معين فأراد الشيخ مشرف مواصلة تعليمه على جهابذة العلماء بالمسجد النبوي الشريف فطاف بحلقات المسجد والتي تعد في ذلك الزمن كخلية النحل فاتجه إلى تعلم شتى العلوم خاصة علوم اللغة وعلم النحو والصرف والأدب.
فأول ما درس في حلقة العلامة الشيخ حمدان بن سيدي حمد الجزائري الونيسي القسطنطيني وقرأ عليه الكثير من العلوم. ولم يقف الشيخ عبد الغني مشرف عند هذا الحد فكانت همته قوية فتفقّه رحمه الله في الأحكام الشرعية وحفظ الكثير من الأحاديث النبوية بأسانيدها ومسلسلاتها وحفظ الألفية لابن مالك وعدد أبياتها ألف بيت من الشعر ومن أساتذته العلامة الشيخ حبيب الرحمن الكاظمي والذي كان مدرساً للعلوم السائدة ...

الصفحة 127