كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

128 ...
في عصره من فقه وتفسير وحديث وفرائض ودرس على يديه أيضاً النحو والصرف. ومن شيوخه العلامة الشيخ محمد العائش القرشي، وقد تعلّم منه المناسخات ووضع الشبائك الفرضية حتى أصبح عالماً في ذلك الفن وغيرهم من علماء المسجد النبوي الشريف فلم يزل طالباً في حلقات العلم حتى أجيز بالتدريس فيه من قبل شيوخه.
الخروج من المدينة:
لم تكن للشيخ مشرف رغبة في الخروج من المدينة ولكن جاءت الظروف أقوى من إرادته فمع بداية عام 1334 هـ بدأت بوادر الاضطراب تظهر على المجتمع المدني، فالحاكم العسكري العثماني فخري باشا أخذ يعد العدة لمواجهة الأشراف وبدأت المدينة تتحول إلى ثكنة عسكرية فأدرك الشاب خطورة الموقف في المدينة، كما أدركت أسرته ذلك الخطر، فقرروا مغادرة المدينة قبل أن يرحلوا بالقوة الجبرية من قبل جنود فخري باشا. وكانت أقرب المناطق التي ترتبط بها الأسرة بصلة الرحم هي منطقة ينبع فكانت الهجرة إليها (1).
وعندما هدأت الأوضاع عاد الشيخ عبد الغني وأسرته إلى المدينة المنورة وواصل تدريسه بالمسجد النبوي الشريف.
أعماله في التدريس:
وفي حوالي سنة 1347 أو 1348 هـ وفي عهد الحكومة السعودية عين الشيخ عبد الغني مدرساً للعلوم الدينية في مدرسة ينبع الوحيدة، واستمر مدرساً بالمدرسة حتى أصبح مديراً لها وفي عام 1358 هـ وقد عاد إلى المدينة المنورة أختير الشيخ ليكون مدرساً بمدرسة النجاح الأهلية من قبل مؤسسها الأستاذ عمر عادل التركي وكان رحمه الله يدرس مجاناً ويختص بإعطاء دروس الفقه والتوحيد.
وفي عام 1360 هـ اختير الشيخ عبد الغني من قبل المدرسة المشرفة على مدرسة ...
__________
(1) طيبة وذكريات الأحبة لأحمد أمين مرشد، وأجدها فرصة مناسبة لأتقدم بالشكر والتقدير للمؤلف العزيز على حسن تعاونه معي.

الصفحة 128