كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

134 ...
بالبقيع الشريف، وهو والد المترجم له الشيخ عثمان بن عبد السلام الداغستاني. هذه مقدمة مختصرة عن آل الداغستاني وأقول أنها مختصرة لأني لم أتعرض لجوانب أخرى كثيرة، فهم بيت علم وفضل بمعنى الكلمة، وسوف أتوسع في ذلك في موسوعتي عن علماء المدينة إن شاء الله تعالى.
نواصل الحديث عن الشيخ عثمان الداغستاني:
يقول الشيخ محمد سعيد دفتردار عنه:
" وكان الرجل آية من آيات زمانه في هذه البلدة الشريفة، فيه من كمال الخلق ما جعله ملء السمع والبصر، أبيض اللون، مربوع القامة، تام الأعضاء، وافر النشاط، ملفوف الجسم، مستدير الوجه، كث اللحية، عريض الجبهة، واسع العينين، غزير الحاجبين، تبدو عليه سمات العلماء وتفوح منه نسمات الورع والزهد (1).
تعليم الشيخ الداغستاني:
لقد تربى الشيخ عثمان في بيت علم، تحت يد والده، فما لبث أن نطق الحرف حتى حفظ القرآن الكريم وجوَّده، وظهرت عليه علامات النجابة مبكراً فأخذ يدرس العلم على والده، فدرس عليه كثيراً من العلوم العربية والدينية حتى تمكن منها، ثم شمر عن ساعديه وبدأ يطوف بحلقات المسجد النبوي الشريف، فلازم حلقة العلامة المحدث الشيخ عبد الله المجددي الدهلوي حيث أخذ عنه الفقه والنحو والتفسير والحديث وأصوله. ثم لازم العلامة الشيخ حبيب الرحمن الكاظمي وكان أستاذاً للعلوم السائدة في عصره، ثم التحق بحلقة العلامة الشيخ عبد القادر الطرابلسي الأول فطالب وطولب وجد واجتهد حتى أصبح بارعاً في العلوم النافعة، نابغة في الأدب نظماً ونثراً ورواية.
دروسه بالمسجد النبوي:
لقد انصرف الشيخ الداغستاني يطلب العلم وهو يافع السن فكان الطالب المجتهد الذي أحبه شيوخه فقربوه إليهم، وعندما تمكن من العلم أمروه بالجلوس والتدريس بالمسجد النبوي الشريف، فهرع إليه طلاب العلم ومريديه، وقد درس كتب الفقه ...
__________
(1) جريدة المدينة المنورة " من أعلام المدينة المنورة سنة 1379 هـ.

الصفحة 134