كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

140 ...
لبث حتى التحق بجامع الزيتونة الكبير المشهور وانخرط في سلك التعلم فهرع وانكب على مطالعة الكتب والدروس، إذ أن المقررات حافلة بمواد وكتب غزيرة المادة يدرسها شيوخ أفاضل، كل شيخ بصدد فنه الذي يتخصص به.
يقول الشيخ عمار في ترجمة لنفسه كتبها محمد سعيد دفتردار (1): " ومن فضل الله عليّ أني أدركت الكبار من هؤلاء العلماء منهم الشيخ الصادق النيفر الملقب بسفينة الفقه، قرأت عليه العاصمة في فقه الأحكام على منصب إمام دار الهجرة، وكان له عليها شرح طبع بعد وفاته رحمه الله. ومنهم الشيخ أبو الحسن النجار، قرأت عليه تنقيح الفصول في قواعد الأصول للقرافي. ومنهم الشيخ الزغواني مدرس الفقه المالكي، قرأت عليه مختصر خليل بشرح الدردير في أربع مراحل، ومنهم الشيخ عثمان بن المكي التوزري، قرأت عليه بعضاً من العاصمة وله عليها شرح كبير ينتفع به، وله عدة تآليف في عقيدة أهل السنة والجماعة منها المرآت في إظهار أهل الضلالات وكتب أخرى من هذا القبيل، ودروسه عامرة بالدعوة إلى التوحيد وإظهار طريقة السلف. ومنهم الشيخ الطاهر بن عاشور، قرأت عليه جملة من التفسير والحديث والأصول، ومنهم الشيخ عبد العزيز بن جعيط، قرأت عليه شيئاً من التفسير والحديث، ومنهم الشيخ محمد بن القاضي قرأت عليه كتاب التخليص في علوم البلاغة، ومنهم الشيخ محمد الدامرجي، قرأت عليه شرح الأشموني عليه الألفية في أربع مراحل، ومنهم الشيخ محمد الجدمي البنزرتي مدرس التجويد والقراءات السبع، قرأت عليه الجزرية وشيئاً من الشاطبية، وقرأت على غير هؤلاء بعضاً من جمع الجوامع والمصطلح واللغة كالمعلقات السبع والشافية والقطر ومراح الأرواح والدرّة البيضاء وسلم المنطق، وبعد تمام الدراسة في تسع سنوات تخرجت بشهادة التطويع المعادلة لشهادة العالمية يومئذ وذلك سنة 1341 هـ. انتهى ما كتبه الشيخ محمد سعيد دفتردار عن تعليم الشيخ.
دوره في الحركة الإصلاحية:
بعدما تخرج الشيخ عمار من جامع الزيتونة ونال الإجازة منه قرر العودة إلى بلدته
__________
(1) المنهل.

الصفحة 140