كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

151 ...
تعليم الكردي:
قلنا في المقدمة أن هذه العائلة توارثت العلم كابراً عن كابر، فعندما بلغ الشيخ عمر سن التعليم أدخله والده الكًتّاب كأقرانه لحفظ القرآن الكريم، فحفظ القرآن الكريم وجوده مع حفظه لبعض المتون، ثم بدأ بدراسة بعض العلوم على يد والده، ثم على يد خاله العلاَّمة الشيخ مأمون بري مفتي المدينة، ثم بدأ يطوف بحلقات العلم في المسجد النبوي فالتحق بحلقة العلاّمة الشيخ عبد الجليل برادة، ودرس عليه نفائس الكتب الدينية والأدبية مثل الكامل للمبرد وأدب الكاتب لابن قتيبة وآداب القالي وديوان الحماسة وديوان المتنبي ومقامات الحريري ثم درس عليه الحديث والفقه والتوحيد والصرف والمعاني والبيان.
ثم التحق بحلقة العلاّمة الجليل ألفاهاشم الفوتي، ودرس عليه الحديث وشيئاً من التفسير وبعض فنون التراجم، ثم التحق بحلقة العلاّمة الشيخ حبيب الرحمن الكاظمي ودرس عليه كثيراً من العلوم، ثم التحق بحلقة الشيخ أمين الحلواني في الروضة الشريفة ودرس عليه بعض العلوم الشرعية، ثم التحق بعد ذلك بحلقة العلاّمة الشيخ جعفر البرزنجي مفتي الشافعية في مدينة خير البرية ودرس عليه الفقه الشافعي.
ثم درس على يد الشيخ حسين أحمد الفيض أبادي بعض العلوم الدينية، وأخذ كذلك رواية الحديث على يد العلاّمة الشيخ فالح الظاهري، كما درس كذلك على يد العلامة الشيخ علي بن ظاهر الوتري. وفي الحقيقة كان الشيخ الكردي ذلك الطالب المجتهد الذي يستمع إلى الدروس من شيوخه ولا يهدأ له بال حتى يفهم جميع ما حدثوه به، فيناقشهم حتى يصل إلى مراده، وكان لا يدرس على شيخ إلا ويأخذ إجازته، وعندما علموا بمكانته أمروه بالجلوس والتدريس في المسجد النبوي الشريف ليفيد الطالبين.
دروسه بالمسجد النبوي:
لقد تصدر الشيخ عمر كردي للتدريس في المسجد النبوي الشريف وهو ابن العشرين من العمر، فعقد للعلم وأهله سوقاً فريدة يأتي فيها بكل نفيس، فالتف طلاب العلم حوله لما لمسوا فيه من الحكمة والبراعة، فقد كان الشيخ الكردي عالماً متضلعاً ماهراً بارعاً ...

الصفحة 151