كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

155 ...
الحجاز، وأكاد أجزم في العالم الإسلامي كله، وقد لقب بشاعر الشريف حسين فالقليل الذي حصلت عليه في بحثي يدل على أصاله وصدق جمعت بين جزالة اللفظ وسهولة المعنى.
وأود قبل كل شيء أن أذكر أن ما استطعت الحصول عليه من شعر الشيخ الكردي رحمه الله لا يدل دلالة كاملة على شاعريته ولكنه يعطي القارئ صورة عن هذه الشاعرية التي لا تطفى القلة ولا تبدل الصدأ ولكنها في كل الأحوال خير من لا شيئ. والذي سوف أنشره وجدته في بطون الكتب والتي نشرها بعض الذين عاصروه.
وأعود وأكرر القول أن الذي سأورده لا يدل الدلالة الكاملة على شاعريته فإني أعلم أن له من القصائد الجياد الكثير الذي هو أقدر بالتقويم والذي يصول ويجول فيه الشيخ عمر ويطارح الشعراء ويطارحونه من معاصريه كالبرادة والعثماني والأسكوبي والداغستاني والعشقي والرصافي والزهاوي والشبيي وغيرهم من شعراء زمانه، ويدس فيه نشيده ونشيجه وهيمنات نفسه من غزل وشعر مناسبات. وبعد، فهذه النماذج ولا أقول المختارات التي استطعت الحصول عليها من شعر شاعر الأصالة والصدق الشيخ عمر كردي.
وهذه القصيدة في ولادة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم قال الشيخ عمر ونظمها في 12 ربيع الأول سنة 1330 هـ:
ولادةُ خير الخلقِ، ليلتها الغَرَّا هي العيد للإسلام، فاهنأ بها دهرا
وجدد بها في كل عامٍ مظاهراً تعين على التاريخ من شرفٍ ذكراً
وحي ربوعً الدينِ فيها، وأحيها بِسَرْدِكَ أسمى سيرةِ حازت الفخرا
وهم واجتل من نورها نير الهدى يلوح على الآفاق بالسنة الغرَّا ...

الصفحة 155