كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

158 ...
وأعيا به بعد التحدي معارضاً وأبقاه طول الدهر معجزة كبرى
وحفظاً له اختار القلوب مصافحا ويسره حفظاً به شرح الصدرا
حوى جمل الإعجاز من كل مفزع لطيف به الألباب لا برحت حيرى
ترى كل عصر بالبلاغة طافحاً فما استطاع يقفوا من أساليبه الصدرا
كتاب به الرحمن خصّ نبيه وأعطاه فيه ما يكون لنا ذخرا
محاشاه يرضى يدخل النار واحد وأن لا به يجتاز موقفه الوعرا
لسنته الزهراء أوضح سنة وهذا كتاب الله ما بيننا يقرا
هنيئاً لتاليه هنيئاً لسامع بنيل ثواب لم يزل يانعاً نضرا
ولا سيما في روضة بين منبر وحجرة خير المرسلين أبي الزهرا
ولا سيما في شهر صوم بفضله أتانا صريح النصّ أعظم به شهرا
فبشرى لمن وفاه صوماً على التقى وقام به حقاً وأوسعه بِراَ
وأحيا لياليه الإحياء سنة بسامي هداها نغنم الفوز في الأخرى
أيا جيرة المختار إن لشهركم رحيلاً به يطوي المراحل والمسرى
وما هو إلا الضيف يذكر ما رأى ويا نعم قوم عنهم طابت الذكرى
وفازوا بليلات بقين لعهده وما فات منه أدركوا عندها الأجرا
ولاذوا بجاه لا يرد، وإنه لأعظم جاه عند من يجبر الكسرا
هو المصطفى هذا المشفع في غد محمد خير الرسل أعظمهم قدرا
* * * *
إلهي وإن كنا أسأنا فإننا عبيد وأنت الرب فاقبل لنا العذرا
فكل قصور جنب عفوك لم يكن بشئ يسمى، أو نروم له ذكرا
ففك أسارى بالذنوب تكبلت وعنها أزل بالعفو ما أثقل الظهرا
على وجل تبكي بباب مشفع تودع شهر الصوم خاضعة ذُعرا
فتفضلك ملجاها وطه شفيعها فأعتق لها الأعناق، وأطلق لها أسرى ...

الصفحة 158