كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

160 ...
وأبصرت في خديه ناراً وخضرة وتفاحة أخطأ في عضها العدا
وريحان روض بالعقيق قد انتشى فما أملح المرعى وما أعذب الوِردا
تلهب ماء الحذ أو سال جمره هي الراح إلا أنها مزجت شهدا
ـ وفي سنة 1339 هـ قال مشطراً لأحدهم:
في صدرها كوكباً در كأنهما حقان من فضة بالمسك
والخال ينبيك أن الوجنتين هما ركنان لم يدنسا من لمس
صانتهما بستور من غدائرها عن كف ملتمس أو ثغر
حتى استحلا دم العشاق واعتصما فالناس في الحل، والركنان في الحرم.
خروجه من الحجاز:
وفي عام 1344 هـ وحينما حضر الملك عبد العزيز طيب الله ثراه إلى المدينة المنورة قابله الشيخ الكردي هو وأعيان المدينة وطلب منه السماح بالخروج من الحجاز فأذن له الملك عبد العزيز بذلك.
وكان ذلك لولاته وحسن وفائه لولاته الهاشميين فقد نزح حيث نزحوا وفارق الوطن، لا كرهاً في الولاة القادمين، ولكنه تشبت بعاطفة الود للسالفين وتلك هي الخلال التي يكبرها الملك الراحل عبد العزيز رحمه الله في الأوفياء فيحرص عليهم لأن من حرص على صديقه ووليه فهو حري بأن يحرص تاليه، وتلك سجية الكبراء وعقيدة العظماء ومبدأ الشرفاء، وقد عبر عن هذا المبدأ العريق في بيتين يقول فيهما:
أراني أسوس الخل لا عن مؤمل ولكني أحمي حماه عن الأذى
فإن شاع عنه الغدر أصبح كسبه وأصبح كسبي في البرية " حبذا "
فنزح الشيخ عمر إلى العراق ومكث بها حتى أدركته المنية هناك، وله هناك مواقف عديدة لا نعلم هل هي محفوظة أم لا. ...

الصفحة 160