كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

167 ...
بتدريس علوم الحديث في المسجد النبوي الشريف وخصص له السلطان جزاه الله خيراً مرتباً يصل إليه، كما أمر له بمقدار من الحنطة يصرف له سنوياً من الخيرات التي تعم البلاد.
دخوله المدينة:
وعندما وصل الشيخ فالح إلى المدينة أوائل عام 1314 هـ أقام له الشيخ عبد الجليل برادة (1) حفلاً كريماً ودعا إليه بعض علماء المدينة وأعيانها وهنأ بسلامة الوصول بهذه القطعة الشعرية الجميلة:
يوم لطيبة من أيام ماضيها لما حدا بورود البشر حاديها
قد فوه السعد والإقبال مرتجلاً بعودة العالم النحرير تنويها
قدوم يمن على دار الرسول بدا بفالح الظاهري الفذ يرضيها
وروضة المصطفى طابت وما برحت تضوع من نفحات العلم زاكيها
راو الحديث أبو اليسر الذي نضحت أقلامه بحديث المصطفى فيها
تباشرت حلقات العلم مذ علمت بمقدم الشيخ قاصيها ودانيها
لم تلهه متع الدنيا وسؤددها عن واجبات لوجه الله يعطيها
أبى على نفسه النعماء ضافية يجدها في قصور الملك حاويها
وطيب العيش لا يحلو لذي ولع فالعلم خير من الدنيا وما فيها
لا سيما مأرز الإيمان إن لها في كل نفس جمالاً في مغانيها
* * *
أهلا بمقدومك الميمون طالعه قد طالعتنا بك الآمال دانيها
نزلت كالغيث لما انهل وابله على المدينة حتى سال واديها
إليك طلاب علم الشرع قد ظمئوا قم يا مهنا بسجل العلم ساقيها
وامنح نوادينا ما شئت من ملح من القريض فأنت اليوم راويها ...
__________
(1) أنظر ترجمته في الجزء الأول من كتابنا أعلام من أرض النبوة.

الصفحة 167