كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

174 ...
أجلاء نذكر منهم الشيخ محمد سالم بن عبد الجليل والشيخ محمد بن محمود بن الحبيب حتى نال فيه علماً وفيراً. ثم اشتغل بعلوم النحو والصرف، والفقه وأصوله على يد شيخه الشيخ أحمد بن مود والذي كان له الأثر البارز واليد الطولى في ظهوره وبراعته في شتى العلوم (1).
هجرته إلى الحجاز:
وقد كان لقراءته لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الأثر الكبير في تشوقه لمجاورة المدينة المنورة بلد الرسول صلوات الله وسلامه عليه ومآزر الإيمان فكان محباً لها حباً لا يوصف يحث الناس على البقاء فيها وعدم الخروج منها. فخرج من بلاده وعمره آنذاك تسعة عشر عاماً قاصداً البقاع الطاهرة في المحرم مطلع عام 1356 هـ (2) فنزل بمكة المكرمة وأدى مناسك العمرة ثم توجه إلى المدينة المنورة ليتشرف بزيارة سيد البشر النبي الأمي محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه والسلام على صاحبيه رضوان الله عليهم.
تعليمه بالحجاز:
وفي المدينة المنورة شمر عن ساعديه وبدأ في طلب العلم فالتحق بحلقة الشيخ عمر السالك ولازمه وقرأ عليه التفسير والنحو والتصريف ثم درس على يد الشيخ محمد الأمين بن عبد الله الحسن وقرأ عليه الفقه والحديث والسيرة النبوية وعندما اقترب موعد الحج عزم على الحج ماشياً، ففي غرة شوال خرج من المدينة المنورة ووصل إلى مكة في الثامن عشر من نفس الشهر وبعد أن أدى فريضة الحج تعب الشيخ فأصابه مرض ألزمه الفراش عدة أشهر، وفي مكة المكرمة قضى أربع سنوات يطلب العلم على يد علماء المسجد الحرام حيث درس أولاً على يد العلاّمة الشيخ محمد العربي التباني حيث سمع منه موطأ الإمام مالك وسنن النسائي وأبي داود، ثم لازم العلامة محمد تكر الأفريقي نزيل مكة وانتفع به كثيراً ثم سمع الصحيحين والسنن على يد الشيخ حسن المشاط وأجازه
__________
(1) مصاب جلل مقال للدكتور نايف الدعيس.
(2) المصدر نفسه.

الصفحة 174