كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

176 ...
رمضان يصلي الفجر في المسجد النبوي الشريف ولا يخرج منه إلا بعد أن يفطر وكان مع أنه صائم لا يترك التدريس فيدرِّس بعد الظهر وبعد العصر ثم يذهب إلى داره بعد المغرب ليعود ويصلي العشاء (1).
دروسه وإمامته بمسجد قباء:
وقد كان الشيخ الشنقيطي الخطيب المفوه لمسجد قباء وقد شهد له المنبر تلك المواقف الحازمة فكان يجعل القلوب تقشعر من خشية الله ويحرك أوتارها ويجعل العيون تفيض من الدمع.
وكان رحمه الله مخصصا يومين من أيام الأسبوع يوم الاثنين والخميس للتدريس في مسجد قباء يدرِّس امور الفقه والقراءة والكتابة ولمجلسه في قباء رواده وملازموه.
الشنقيطي بمدرسة الفلاح:
في عام 1366 هـ انتقل الشيخ محمد المختار الشنقيطي للتدريس بمدرسة الفلاح بجدة بطلب من القائمين عليها وكان رحمه الله طيلة بقاءه في جدة يدرِّ دروس عامة في مسجد عكاشة فدرَّس كثيراً من العلوم كالتفسير ورياض الصالحين (2) ومكث هناك قرابة أربع سنوات يأتي المدينة في الإجازات ويمارس تدريسه بالمسجد النبوي الشريف.
أعماله:
وعندما طبق صيته أرجاء البلد طلب منه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله التدريس في المعهد العلمي بالرياض وكان آنذاك عام 1371 هـ فمكث مدرساً لمدة ست سنوات.
وفي عام 1378 هـ صدر قرار بتعينه مدرساً بدار الحديث واستمر مدرساً بها حتى عام 1382 هـ حيث طلب بعد ذلك للتدريس في الجامعة الإسلامية، واستمر بها حتى عام 1403 هـ وكان يدرس في أغلب كلياتها وله بها نشاطات كثيرة وأفضال عظيمة وتوقف عن التدريس إذ أن صحته لم تمكنه من الاستمرار في العمل ولتجاوزه سن التقاعد. ...
__________
(1) المصدر السابق نفسه.
(2) المصدر نفسه السابق.

الصفحة 176