كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

195 ...
لقد ذكر محمد بن عبد الله النسابة بن بكار المتوفي عام 1300 هـ، والعبيدلي المتوفي عام 1295 هـ أن مؤرخ مكة المكرمة صاحب الجامع اللطيف مولانا جمال الدين بن محمد جار الله بن ظهيرة. لم ينوه عن من انتزح إلى بلاد الهند من أبناء الحسن المثنى، واقتصر على إيراد نسب القتادية من أبناء قتادة بن إدريس الذي حكم مكة المكرمة بعد إخراجه للهواشم وذلك لقربه منهم واغفل ذكر أحمد بن عبد الله بن موسى الجون ابن عم الأشراف القتادية والذي سكن أولاده سلطان بور بالهند هرباً من مطاردة الأمويين لهم، ولم يسرد جميع المؤرخون المنتزحون إلى خارج الحجاز وذلك لبعدهم عن من هاجر (1). وكانت أولى هجرتهم في عام 114 هـ في عهد الدولة الأموية ثم على عهد الدولة العباسية على عهد الخليفة أبي جعفر المنصور.
وفي عام 975 هـ حضر جدهم الشريف عيسى وكان يرغب الاستقرار بمكة المكرمة ولكنه لم يستطع لظروف لا نعلمها.
وفي عام 1109 هـ حضر جدهم الشريف نور محمد بن عيسى الحسني ومكث في الحجاز عدة سنوات ثم عاد لمواصلة المسيرة في نشر العلم إلى أن توفاه الله هناك.
كلهم كانوا يرون أن في أعناقهم أمانة لابد لهم من أدائها وهي نشر الاسلام في بلاد الهند وقد كفوا ووفوا رحمهم الله جميعاً رحمة الأبرار. حتى جاء إلى مكة المكرمة الشريف محمد إبراهيم بن محمد عبد الله الحسني واستقر بها في أواخر القرن الثالث عشر الهجري وعنده كثر عقبهم الشريف.
أما صاحب كتاب الكوثر الجامع المقدسي المتوفي سنة 1301 هـ وابن بكار والاشبيلي أبو عبد الله، ورامز شكر الحسيني المتوفى سنة 1295 هـ أعطوا ووفوا وقد فصلت مخطوطاتهم من انتزح ومن توالد هناك ومن هاجر إلى مكة المكرمة من أبناء الحسن المثنى، والمراد عقب الشريف نور محمد سلطان بور لأن بعضهم قد عاصرهم فكتب عنهم (2).
وقال المقدسي من أبناء الحسن المثنى في الهند نور محمد سلطان بور (3):
__________
(1) الطالبين في الأمصار ابن بكار.
(2) تحفة الأعيان.
(3) الكواكب الجامعة للمقدسي.

الصفحة 195