كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

198 ...
العلاّمة محمد إبراهيم الكتبي الحسني (1)
ولد العلامة المحدث الشريف محمد إبراهيم بن محمد عبد الله بن نور محمد الكتبي الحسني سنة 1275 هـ وكان منذ صغره الولد المهتم بالعلم، فبيئته بيئة علم وفضل وعندما بلغ الرابعة عشر من عمره سنة 1289 هـ ولوجود المصادمات والقلاقل بين المسلمين والهنود وطمع القبائل في ثروة أهل البيت ومكانتهم وعدم الاستقرار هناك فقد سمح له والده العلامة محمد عبد الله الحسني بالسفر إلى مكة المكرمة بلد آبائه وأجداده والاستقرار بها، فسافر محمد إبراهيم من بلدته وهو يافع السن شمالاً إلى الأفغان وكانت الرحلات تلك الأيام مشياً على الأقدام وقد تبعه جمع غفير، ثم اتجه من أفغانستان إلى إيران ومن إيران إلى العراق واتجه إلى بغداد، وكان يقطن بغداد ذرية الشيخ الكبير عبد القادر الجيلي فتوجه الشيخ محمد إبراهيم إليهم ونزل عندهم وأصبح من مريدي علمهم وأخبرهم عن صحة نسبه وعرفوا جده الذي كان من جلساء جدهم كما ذكرنا سابقاً، وبقي هناك سنوات طويلة يأخذ العلم والمعرفة حتى نال الإجازة منهم فأجازوه وسمح لهم بالسفر، فقرر العودة إلى مكة المكرمة بلد آبائه وأجداده فوصل إليها. ومنها توجه إلى المدينة المنورة لزيارة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلام على صاحبيه وبقي بمدينة سيد الكونين عاماً يطلب العلم على علماء المسجد النبوي الشريف ثم عاد إلى مكة المكرمة وبدأ يأخذ مكانه فعرفه أبناء عمه من الأشراف وشهدوا له بصحة نسبه وقدموه على غيره وصدروه للتدريس في المسجد الحرام وكانت حلقته في باب السلام يدرس فيها الحديث والتفسير والفقه وغير ذلك من العلوم.
وعندما تقدم به السن اعتزل التدريس لكبر سنه وكان ذلك عام 1325 هـ.
وقد ألف الشيخ محمد إبراهيم الحسني بعض الكتب ولكنها فقدت، ولم يقتصر دوره على التدريس في المسجد الحرام فقد كان له دور وجهد في الحركة العلمية والثقافية في منطقة الحجاز، فقد أسس رحمه الله عدة مكتبات علمية أشهرها ما كان في باب ...
__________
(1) اقتبست الترجمة من كتاب " الطلائع البهية في سلالة السادة الكتبية " لـ إيهاب وأنس كتبي الحسني.

الصفحة 198