كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

201 ...
نعود ونواصل الحديث عن الشيخ محمد نور:
نشأته وتعليمه:
نشأ الشيخ محمد نور الكتبي نشأة صالحة بين البيت والمسجد الحرام، فبدأ بحفظ القرآن الكريم وتجويده على خال أمه العلاّمة المقرئ الشيخ عبد اللطيف قاري المدرس بالمسجد الحرام ولم تمض فترة طويلة حتى انتهى من حفظه لكتاب الله وأتم تجويده مع حفظه لبعض القراءات. وفي عام 1331 هـ التحق بالمدرسة الصولتية وكان مقرها بالقرب من جبل الكعبة من حارة الباب وتدرج في صفوفها من المرحلة الابتدائية حتى تخرج في القسم العالي فيها ونال شهادة التخرج في آخر شهر ذي القعدة سنة 1337 هـ. ومن مشايخه في المدرسة الشيخ مشتاق أحمد الهندي والشيخ محمود زهدي والشيخ عبد الرحمن الدهان والشيخ يحيى أمان، وبعد تخرجه من المدرسة المذكورة واصل تعليمه على علماء المسجد الحرام، فدرس أولاً على يد والده أحد علماء المسجد الحرام أصول الفقه والحديث والتفسير ونال الإجازة منه، ثم درس علم الحديث والفقه على محدث الحرمين الشيخ عمر حمدان المحرسي، وتلقى على يديه الأسانيد والمسلسلات الحديثية، وقرأ عليه الكتب الستة ونال منه الإجازة، ثم التحق بعد ذلك بحلقة الشيخ عيسى رواس ودرس عليه بعض العلوم الدينية حتى نال عنده حظاً وافراً وأجازه بالتدريس، كما أجازه مشايخه الذين من قبل وشجعوه على نشر العلم وبثه (1).
الكتبي مدرساً بالمسجد الحرام:
وفي عام 1340 هـ تصدر الشيخ محمد نور كتبي وعقد حلقته للتدريس بالمسجد الحرام في حصوة باب العمرة حيث درس الفقه على المذاهب الأربعة. وقد درس على يديه كثير من طلاب العلم من أهل مكة المكرمة كآل فدا وآل كردي وغيرهم، ومن أندونيسيا وماليزيا واليمن والهند وأفريقيا، ففتح لهم قلبه الكبير بأسلوب واضح سهل
__________
(1) أكبر مجاهد في التاريخ / تأليف محمد سليم بن محمد سعيد، وكذلك أعلام الحجاز ـ الجزء الثاني لمحمد علي مغربي، ومجلة المنهل سنة 1390 هـ.

الصفحة 201