كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

204 ...
* وفي عام 1377 هـ وكان رئيس العدل في ذلك الوقت الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فعمد إلى الشيخ الكتبي تولي قضاء مدينة القطيف، وعندما عرض الأمر على مقام جلالة الملك فيصل طيب الله ثراه كتب على المعاملة " إن الشيخ محمد نور كتبي قد خدم الدولة بالحرمين الشريفين فهل نأتي في آخر حياته وكبر سنه ونكافئه بالترحال من الحرمين، فإن كان ولا بد فيعين في الحرمين فجزاه الله على ما فعله خيراً.
وبعد مضي شهر من ذلك صدر الأمر السامي الكريم بتعيين الشيخ الكتبي مستشاراً شرعياً لإدارة الأوقاف في المدينة المنورة.
أحكام قضائية عجيبة:
لقد تميز الشيخ القاضي محمد نور كتبي بالبراعة في أحكامه القضائية فقد اشتهر بالصلح بين الناس ورد الحقوق لأصحابها، ومما عرف عنه أنه لم ينقض له حكم قط، وبلغني أنه جاءه خطاب شكر يتضمن معناه أنه لولا أن النظام يطلب الأحكام من القضاء لهيئة تمييز الأحكام لكان ليس من الواجب على الشيخ محمد نور ارسال أحكامه للمصادقة عليها، وحتى بعد إحالته إلى التقاعد كان موظفو المحكمة يأتون إليه ويطلبونه المساعدة في بعض القضايا فيرشدهم إلى الصواب.
وله في المدينة المنورة مواقف لا تنسى نذكر منها نماذج ذلك الخصام الذي دب بين رجلين من أعيان المدينة وكان من ذلك احضار شهود زور والتشهير بالشاهد والخصام بالشتم والسباب ولولا حضور بعض الناس لتماسكا، وذلك بسبب إرث.
فكان عمل الشيخ الكتبي أنه قبل يوم الجمعة بعث إلى الرجل الأول في القضية ودعاه لتناول طعام الغداء في بيته بعد صلاة الجمعة كما دعا الطرف الثاني في القضية لتناول طعام الغداء في اليوم نفسه ودعا الشيخ الكتبي بعض أعيان المدينة كذلك وبعد صلاة الجمعة وصل الطرف الثاني وجلس في مجلس الشيخ، وفي أثناء جلوسهم أتى الطرف الأول ودخل، فقام كل من في المجلس لمصافحته والترحيب به، وابتدأ يصافح من اليمين وكان الطرف الثاني في الوسط فاضطر الطرف الأول لمصافحته خجلاً من الحضور فقال الشيخ محمد نور كتبي هذه المصافحة لاتكفي وعلى كل واحد منكما تقبيل رأس الآخر، ...

الصفحة 204