كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

205 ...
وأي حق لك يا صاحب الدعوى فهو عندي، وبعد تناول الطعام خرج المتداعيين وأيديهما في أيدي بعض وأصبحت حكاية صلحهما حديث الناس، فليس من المعقول أن يتصافيا بعد الخصام الطويل الذي دار بينهما.
وفي اليوم الثاني الذي هو موعد جلستهما لدى القاضي الشيخ الكتبي حضرا وقال الطرف الأول: أشهد يا شيخ ويا جميع من حضر أن المبلغ الذي تحكم به على الطرف الثاني لا يدخل منه شيء إلى جيبي وأنه كله صدقة لوجه الله تعالى.
* ومن مواقفه الإصلاحية تلك القصة التي حصلت بين قبيلة جهينة وبني محمد في المليليح بحضور وكيل أمير المدينة المنورة الشيخ عبد الله السديري حيث طلعا إلى المليليح ومكثوا هناك ثلاثة أيام وقد كان قبلها كادت أن تثور البندقية بينهما فذهب الشيخ محمد نور وجمع شيخا القبيلتين ووزع الأراضي على أهل كل منطقة بحدودها فكان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في عدم اشتعال البندقية بين القبيلتين.
وله كثير من المواقف لا يتسع المجال لذكرها فجزاه الله خيراً وجعل هذه الأعمال بإذن الله في ميزان حسناته يوم القيامة.
مؤلفات الشيخ الكتبي:
لم يكن الشيخ الكتبي من أصحاب المصنفات الكثيرة لأنه قد وهب حياته كلها لخدمة الناس والحكم بما يرضي الله سبحانه وتعالى ولكنه رغم ذلك له مؤلفاً ضخماً ألفه عندما تولى الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الحكم في الحجاز ووحدت المذاهب وقتها، وهو كتاب عن الحج والعمرة على المذاهب الأربعة اختار له اسم: " النخبة المعتبرة من مناسك الحج على المذاهب المشتهرة ".
وقد طبع الكتاب في المملكة المصرية آنذاك على نفقته وسنة طبعه عام 1347 هـ.
كما أن له مؤلفات أخرى بدأ بتأليفها عام 1355 هـ وفقدت أثناء انتقاله للمدينة المنورة والله أعلم بمصيرها. ...

الصفحة 205