كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

21
إلى أن يقول:
علمي بها يزيدني يقيناً ورشداً أنفي به الظنونا
ورد الشيخ الأسكوبي يدل على إيمانه القوي وارتباطه مع الله سبحانه وتعالى وتأثره بحلمته، ولقد أصيب الأسكوبي بصدمة نفسية إثر الذين قاموا عليه، فاعتزل الناس وبقي في بيته يدرس خواص طلابه، ثم مرض في آخر حياته إلى أن توفي. ومن آثاره في هذا المجال مزولة (1) كانت بالمسجد النبوي وله مؤلفات في علم الهيئة " و " الميقات " و " طريقة استعمال آلات المراصد الفلكية ". وقد خلف مكتبة عامرة في هذا العلم، وقد بيعت: جميع تلك المكتبة والآلات في تركة ابنه الشيخ إبراهيم أسكوبي والذي ستأتي ترجمته الآن، وقد انتقل الشيخ حسن بن حسين الأسكوبي إلى رحمة الله تعالى سنة 1303 هـ وصليّ عليه بالمسجد النبوي الشريف ودفن في بقيع الغرقد، وبوفاته فقدت المدينة المنورة أحد علمائها الفطاحلة رحمه الله وأحسن إليه (2).
تعليمه:
عندما بلغ الشيخ إبراهيم سن التعليم أدخله والده كتّاب الشيخ الحافظ محمد بن قاسم المغربي، فحفظ القرآن الكريم مع حفظه لبعض القراءات. ثم أخذ بعد ذلك يتعلم فن الخطوط العربية الجميلة بأنواعها عن الأستاذ حمدي أفندي البرسي، ثم طاف بعد ذلك بحلقات المسجد النبوي الشريف فدرس أولاً على يد والده علم الفلك وبعض العلوم الأخرى ثم تلقى النحو والصرف واللغة العربية والبلاغة والمنطق على يد الشيخ العلاّمة عبد القادر الطرابلسي الأدهمي، ثم التحق بعد ذلك بحلقة العلاّمة الشهير أديب الحجاز عبد الجليل برادة (3) في الروضة الشريفة فدرس عليه العروض والقوافي ومقامات الحريري وأدب الكاتب لابن قتيبة وأمثال الميداني ومقصورة ابن دريد،
__________
(1) المزاولة: الساعة الشمسية التي يعين بها الوقت يظل الشاخص الذي يبحث عليها. جمعها مزاول.
(2) أنظر ترجمة الشيخ سعيد محمد فتردار في جريدة المدينة.
(3) أنظر ترجمة الجزء الأول من كتابنا.

الصفحة 21