كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

27
تُغني اللبيب عن سماع العود وعن تعاطيه ابنة العنقود
في منطق كاللؤلؤ المنضود وحكمة، أو مثَلٍ شرود
يُربي على الياقوت والمرجان
يُعجب حُسنها الذي لا يَعْجب إذا سمعتها لعمري تطرب
فما الفُتُغرافُ لديها يُحسب ولا الفُتُغراف العجيب أعجب
منها لدى التصوير البيان
لو نظمت من لفظها العقود لما تحلت بسواه الخود
بها البخيلُ دائماً محمود إذ أَرْخِصت في مثلها النقود
فهي سَكاب نخبة الزمان
فاسمع لما أدَّته مما قد جرى على لسان الحال ما بين الورى
في منطق كاللؤلؤ المنضود محرَّراً مُسطَّرا كما ترى
من غير ما زَيْدٍ ولا نقصان
في البحر وابورٌ كبير القدرْ ضخم الجهان، وعظيم الصدْر
يختال في تيهٍ له وكِبْر ولا يرى مثيله في فَخر
من عُجبه وشدة الطغيان
ويمضي الأسكوبي قائلاً في آخر المفاخرة هذه الأبيات الجميلة:
فشكراً التفاته الجليلا وسعيه وصُنعه الجميلا
وبَرَّ كلُّ منهما القبيلا يراه قد صار له خليلا
وختما بالشكر للمنان
* * *
ما أحسن الأشياء يوماً إن أتت عن أهلها لأهلها، وصادفت
محلُّها، كما لديك قد ثبَتْ في هذه البديعة التي وفت

الصفحة 27