31
فليتكم ما خطوتكم نحوهم قدما وما أغرتم على أملاكهم شبرا
نبهتموهم فشدوا نحوكم حنقا كأنكم قد أقلتم منهم العثرا
فجددوا عُدَدا للحرب فاتكة برا وبحرا، فجازوا البر والبحرا
والله أرسل طه رحمة وهدى لكل ما نفعت أنواره نشرا
فعمت الخلق نفعا بالعلوم فمن كساب دنيا أو الدنيا مع الأخرى
فقامت العرب قبل الناس أجمعهم دنيا ودينا وشدوا عزمكم أزرا
فجد جدهم جهدا بما شرعت شرائع الدين حتى وطدوا الأمرا
وأهل أوربة والغرب أجمعه في ظلمة الجهل تستاقونهم أسرى
فتحتموا بكتاب الله أرضهم فأحجمت بكم من رجسهم طهرا
ثم اجترأتم على الدين القويم بما يسوؤه بدعا كادت ترى كفرا
فحينما انتبهت أعداؤكم لكم مسلحين يدكون الدنى زأرا
رجعتم القهقرى عنهم مداهنة فزاد طغيانهم من بعدما كبرا
فمن كمصر وأرض الهند نام لهم أروه كيف يرى نجم السهى ظهرا
ومن تنبه كالجابون ردهم مثل النعاج على أعقابهم قسرا
فما بقي غرض للقوم عن كثب يرمي سواكم وطيرا يقبل الزجرا
وأنتم تجسبون الدهر مال بكم ضعفا ووهنا وألقاكم لهم جزرا
عجزتم فاستوت آراؤكم عجبا في الداء هذا الذي أعيا بأن يبرا
حتى قربتم على أن تيأسوا أملا من الشفاء ولم تستدركوا العمرا
فأقبلت حكماء السوء عامدة تسمكم كي تموتوا موتة كبرى
سلوا الحشايا التي ملتكم ترفا هل قبل كانت لأجداد لكم عبرا
بئست بها راحة أفضت إلى تعب عم البلاد وأعمى داركم فقرا
هل من خبير بداء في قلوبكم أعمى البصير حتى أغلق الفكرا
عقائد فسدت فيكم فأفسدت الملك العظيم، وأفشت فيكم الذعرا