كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

32
ظننتم أن دين الله أخّركم عنهم وهم حمدوا وكفرا به المسرى
لا تظلموا رحمة للعالمين أتت أهدت إلى حكم عظمى جرت نهرا
فلو عملتم بها ما فاتكم أحد سبقا، ولا أحد يوما بكم أزرى
تذكروا كم خطيئات لكم سلفت بها تأخرتم عنهم أبت حصرا
تا لله تا لله إن لم تتبعوا الذكر مالوا عليكم فلم يبقوا لكم ذكرا
نعم الشفاء بقرآن الإله إذا قبلتموه، وإلا فاسكنوا القبرا
إن تنصروا الله ينصركم فكم فئة قليلة غلبت أمثالها كثرا
يا للرجال ثقوا أن ليس ينفعكم إلا ثباتكم كي تركبوا الوعرا
وأن تخوضوا غمار الموت مترعة من كل أغلب من ليث الشرى أجرا
مسلحين بما أوفى العدو به من السلاح، وأن توفوا له صبرا
فهذه العرب والأتراك قاطبة ما عندهم منه ما يكفيهم قدرا
فرخصوا لجميع المسلمين به بل اكشفوا لهم عن صنعة السترا
فيصنعوه بأيديهم فيغتنموا حياتهم ويفوا مولاهم برا
فليس عندهم علما بصنعته ولا تركتهم لهم في أرضهم حذرا
قطعتم فاتقوا المولى عزائمهم حتى غدوا نعما تستنظر النحرا
فلا لكم قوة في دفع أوربة ولا تسببتم أن يأخذوا حذرا
فالله يسألكم عنهم وعن بدع جهلا رضيتم بها في دينكم تجرى
عليكم وزرهم أن أصبحوا هدفا يرمى، وليتكم استعظتم الوزرا
لو ألف عام طلبتم علم أوربة وحالكم هذه لم تبلغوا العشرا
لم يكف ما طار من صيت لهم خبرا حتى يطيروا فطاروا فوقكم خبرا
مكاتب كخيال الظل هل أحد سما بها فضله، أو طاب أثرى
إن كان مبلغكم في العلم ذلك فالجهل البسيط بكم من غيره أحرى
فاليوم أنفع علم في البنادق والبيض الصوارم تنفي العار والعرا
فنبهوا من بقي من أهل ملتكم ولا تبقوا لهم يوم الوغى عذرا

الصفحة 32