كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

33
ودربوهم على تعليم صنعة ما يغنيهموا، واطلبوا المولى بذا الأمر
وألقموا خجرا من قال: إنهم إذا شكوه حملتم أنتم العسرا
وفارقوا أربعا كانت تذللهم فلم يبقوا لكم نهياً ولا أمرا
ليخسأ الخاسر الملعون غشكم فهل بنا هو من رب السما أدرى. .؟
والله يأمرنا أن نستعد لمن عاداه، كي لا تولوا في الوغى دبرا
فإن فرضنا بأن شق العصا رجل بر آخر يسقيه الردى المرا
وإن به فئة قامت مسلحة بغيا عليكم به قامت لها أخرى
كان السلاح سلاح المثل قبل بلا ريب، وكانت ملوك ترعب القطرا
يكفي من الغش ما ضاع الزمان به فما بقي ما سوى أن يلعقوا الصبرا
وتتبعوا الشرع في نيل العلا وفي نصر الإله إذا ما رمتم النصرا
وأن تكونوا من الدين الحنيف على أقوى اتساق، وأن لا تظلموا العصرا
نصيحة حقها النصر المبين لكم عسى عسى بعدها أن تنفع الذجرى
والله أرسل طه رحمة وهدى بالعدل والأمن، لا تعصوا له أمرا
والله أرجو بطة العفو في زمن وأن يبدلنا من عسرنا يسرا
وبالصلاة أخص المصطفى شرفا والآل مع صحبه والعترة الغرا
والحقيقة أن القارئ للقصيدة والمتبحر في معانيها يعجب بما فيها من ألفاظ ورجاء، ودعاء، كما أن الشيخ الأسكوبي كان يتنبأ بأنه لو استمر الحال على ما هو عليه فسوف تنهار الدولة بما فيها، وقد كان نظم القصيدة سنة 1331 هـ، وهي سنة وفاته. ومضت خمس سنوات على القصيدة وانهارت الدولة العثمانية فسبحان الله العظيم.
الأسكوبي وأمراء مكة:
وقد لقي الشيخ الأسكوبي حظاً كبيراً لدى أمراء مكة من الأشراف، وعلى الأخص الشريف عون الرفيق بن محمد بن عبد المعين بن عون، ففي سنة 1319 هـ اتصل بالشريف عون فأحبه وأجزل له العطاء وأغراه بالانتقال معه إلى مكة فترة من الزمن، ومن بعده لقي

الصفحة 33