كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

34
حظاً عند الأمير الشريف علي بن عبد الله بن محمد بن عبد المعين بن عون ابن أخي الشريف عون الرفيق، وقد خصهما بأكثر مدائحه، وبخاصة الأمير علي، فلا تكاد تأتي مناسبة إلا مدحه فيها، وقد قابل الأشراف ذلك المديح بالكرم على الشاعر ورعايته وقضاء حوائجه في جميع شئونه في حله وترحاله وفي مرضه وعافيته، فقد سافر وشوفي على حسابهم وبإشراف نوابهم، وكل ذلك مسجل في شعره، وممن عاصرهم من حكام المدينة، عثمان باشا، وبصري باشا رحمهما الله جميعاً.
رحلات الأسكوبي:
لقد كانت نفس الأسكوبي تتطلع دائماً إلى الخروج عن المحيط الذي حوله فقد قام برحلات عديدة. فرحل أكثر من مرة إلى كل من تركيا والشام ونجد واليمن ومصر والهند، وكانت لهذه الرحلات مجموعة شعرية يتحدث فيها عن كل مكان يزوره.
وفاة شاعر يثرب:
وبعد المحاكمة التي جرت له في استانبول عاد الشيخ إبراهيم الأسكوبي إلى المدينة المنورة مسقط رأسه ليواصل مجده الشعري ويعاود حلقته التي تمتلئ بطلاب العلم، وما لبث أن بقي عدة شهور حتى وافته المنية فانتقل إلى رحمة الله بعد حياة حافلة بالجهاد والبيان في سبيل الله وقول الحق، وكانت وفاته في غرة جمادى الآخرة سنة 1331 هـ رحم الله الأسكوبي وغفر له فلقد كان من أعلام العلماء والشعراء، ليس في المدينة المنورة والحجاز فحسب وإنما في العالم الإسلامي بأكمله.
* * *

الصفحة 34