38
وكان رحمه الله يتقن الخط والكتابة، وكتابته بقلم النسخ آية في الجمال، وأجمل منها كتابته بقلم التعليق الفارسي (1).
نشوء فكرة المدرسة:
عندما عاد الشيخ أحمد إلى المدينة المنورة واستقر بها، رأى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم في أمسّ الحاجة إلى بناء مدرسة ينشر عن طريقها العلم، وتخرج الأجيال المتعلمة، فلقد كانت الدروس والحلقات موجودة بالمسجد النبوي الشريف وهو يقصد مدرسة جامعة لكثير من العلوم.
ويقول المؤسس عن مشروعه ما يلي:
منذ وصلت إلى المدينة المنورة مهاجراً إليها مع الوالد عام 1316 هـ هجرية تعلق بذهني مشروع انشاء مدرسة لتعليم أبناء هذه البلدة المطهرة ما يعيد إليهم مجد أسلافهم في ناحيتي العلم والعمل، وظلت هذه الأمنية الغالية عالقة بذهني إلى أن قدم أحد معارفنا من أثرياء الهند إلى المدينة المنورة سنة 1334 هـ فعرضت عليه تفاصيل مشروعي، فأبدى استعداده للتبرع بمبلغ سبعة عشر ألف روبية للمشروع إذ شرعت فيه. . إنتهى أقول إن هذه خطوة جديدة جداً فالحلم بدأ يتحقق وبذلك تشجع المؤسس وتقدم إلى الحكومة التركية العثمانية وطلب منهم السماح له بتأسيس المدرسة، وذكر لهم الوعد الذي تلقاه من الثري الهندي بالمبلغ الكبير الذي سيرصد لهذا المشروع. وفي هذه الفترة كانت الحكومة التركية قد قررت انشاء جامعة إسلامية كبيرة بالمدينة المنورة تحمل اسم القائد والمجاهد المسلم الكبير صلاح الدين الأيوبي يلتحق بهذا الصرح المتخرجون من المدرسة الإعدادية الفريدة بالمدينة والتي تم تأسيسها عام 1318 هـ ويرغبون في إكمال مسيرتهم التعليمية، إذ أن الدولة العثمانية كانت تبعث بالطلاب لمواصلة دراستهم العليا إلى القدس والأستانة.
وبدأت الدولة العثمانية في بناء الكلية عام 1332 هـ وتم تشييد الطابق السفلي منها
__________
(1) 17 - 18 السيد أحمد الفيض أبادي لعبد القدوس الأنصاري.