كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

41
بين هذا العهد وبين المذهب الوهابي الذي تمثله دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والذي يرعاه آل سعود معروفاً للكافة، ومن هذه الثغرة دخل المغرضون فاتهموا المدرسة أنها تعلم طلبتها المذهب الوهابي.
ويقول الدكتور محمد العيد الخطراوي:
استغل الحاقدون هذا الوضع وأشاعوا أن مؤسس المدرسة السيد أحمد رحمه الله وهابي وأن المدرسة إنما أسست لخدمة المذهب الوهابي، متخذين من قيام المدرسة بتدريس كتب الحديث وشروحاتها البعيدة عن الخرافة وتدريس الفقه وأصوله أصبعاً تشير إلى وهابيته، علماً بأن الوهابية لقب أطلقه أعداء الدعوة السلفية على الدعوة للنيل منها، وإظهارها بمظهر الابتداع والمروق وإنما كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رجلاً حنبلي المذهب دعا الناس إلى تصحيح عقائدهم وتطهيرها مما علق بها من خرافات وأضاليل، ولكن الموازين عند هؤلاء وأمثالهم تنقلب لتصبح الاستقامة على منهج السلف جرماً يعاقب عليه وتهمة توجه لتقويض الناس والمؤسسات. أقول: كثرت الإشاعات والوشايات فعلم المسؤولون الحكوميون، فأرسلوا المفتشين على المدرسة للتأكد من الأمر، وبعد محاولات مريرة مع المؤسس والمدرسين صدر الأمر بإغلاق المدرسة، وتسريح طلابها وموظفيها، وبالفعل أغلقت المدرسة ولكن المؤسس والمدرسين انتقلوا بفصولهم إلى المسجد النبوي الشريف، وأصبحوا يعلنون ذلك جهراً ليعلم الناس ماذا يدرسون. وبهذا العمل استطاعوا أن ينفوا هذه التهمة الكاذبة، وعادت المدرسة إلى العمل في مقرها في منتصف عام 1341 هـ، وتلقى المؤسس الموافقة من رئاسة ديوان الإمارة بالمدينة، والترخيص للمدرسة. وكانت العودة في شهر شوال سنة 1341 هـ (1).
نجاح العمل:
تم افتتاح المدرسة في عام 1340 هـ واستمرت المدرسة في التقدم يوماً بعد يوم رغم
__________
(1) أعلام الحجاز - الجزء الرابع.

الصفحة 41