43
من أن كثير من المؤرخين يجهلونه وهو أنه قد قام بتأسيس مطبعة طيبة الفيحاء، وقد ساهم في تأسيسها معه الشيخ عبد الحق نقشبندي رحمه الله، وقد ظلت هذه المطبعة وحدها في ميدان الطباعة بالمدينة المنورة حتى عام 1355 هـ حيث جعلها الأستاذان علي وعثمان حافظ نواة لمطبعة المدينة المنورة التي طبعت فيها جريدة المدينة المنورة بعد اصدارها في عام 1356 هـ (1).
وفاة الشيخ المؤسس:
وحينما قربت المنية أصيب الشيخ أحمد الفيض أبادي بالمرض ومات يشكو من ضغط الدم فاشتد عليه حتى ألزمه الفراش وقد فارق الحياة عصر يوم العاشر من شوال سنة 1358 هـ عن عمر يناهز خمسة وستين سنة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
السيد حبيب يكمل المسيرة:
أدرك الشيخ أحمد الفيض أبادي قبل مرضه بوجوب وجود من ينوب عنه في هذا العمل وإدارته، وهو يعلم أن الموت حق على العباد فرأى في ابن أخيه السيد حبيب محمود أحمد ملامح النجابة واستبشر فيه الخير، وكان السيد حبيب آنذاك تلميذاً في المدرسة، وقد حفظ القرآن الكريم في سنة واحدة (2).
وواصل دراسته حتى تخرج من القسم العالي سنة 1358 هـ وهو ابن العشرين عاماً. وقد رأى عمه المؤسس أن خير من يخلفه في إدارة المدرسة ورعايتها هو حبيب، فولاه الإنابة وأكد له ذلك بصك شرعي منحه فيه التصرف المطلق في أمورها بما يراه مناسباً لإدارتها، وحينما تولى السيد حبيب الإدارة عمل جاهداً على تطوير هذا الصرح الشامخ وشد على نفسه وجد وكافح وعمل على إكمال المباني التي بدأها المؤسس ونجح في ذلك. وحينما تمت توسعة المسجد النبوي أزيل المبنى، فأقدم السيد حبيب على شراء أرض قريبة وقام بتعميرها، والمبنى جديد وجميل وتصميمه فريد، وبذلك نقول إن السيد حبيب نال شرف العلم وخدمته فهو خير خلف لخير سلف، وأجدها فرصة مناسبة لأتقدم
__________
(1) نشأة الصحافة في المملكة العربية السعودية ص 30.
(2) أعلام الحجاز - الجزء الرابع.