57 ...
الشيخ أحمد صقر
هو أحمد بن مصطفى بن محمد صقر الجمازي.
ولد رحمه الله في المدينة المنورة سنة 1300هـ من الهجرة النبوية المباركة في بيت علم مشهور بالتقوى والصلاح، ويرجع نسب آل صقر إلى آل قاسم بن الأمير الشريف مهنا الجمازي أحد أمراء المدينة المنورة سابقاً وينتهي نسبهم إلى سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما)، ومعظم هذه الأسرة تقطن القطر المصري، وقد هاجر والده إلى المدينة من بلدة قنا بالقطر المصري. ووالده هو العلاّمة السيد مصطفى صقر من العلماء الأعلام، تخرج من الأزهر الشريف وآثر الهجرة إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وبدأ يبث ما عنده من علم وفقه، وكان يضرب به المثل في الورع والزهد والتقوى، ومكث على هذه الطريقة القويمة 27 عاماً حتى وافاه الأجل المحتوم سنة 1330 هـ بعد أن انتفع بعلمه كثيراً من الطلاب وتخرج على يده مجموعة من العلماء (1).
أما عن وصفه رحمه الله (2) فقد كان مربوع القامة، مستقيم الجسم، عريض الجبهة، أسمر اللون، واسع العينين، أقنى الأنف كث اللحية، يرتدي العباءة العربية والعقال، وكان في شبابه يرتدي الجبة والعمة وهو زي العلماء الحجازيين في ذلك الوقت.
أما عن صفاته وأخلاقه (3) فقد كان مجداً مخلصاً في أعماله، نشيطاً، واسع الاطلاع، عالي الهمة، اجتماعي المسلك، سديد الرأي، ثاقب الفكر، رضي النفس، يحب النطام في جميع أعماله، تلامذته كثر، درسوا على يده في المدارس وغيرها، وكان أديباً وشاعراً وخطيباً مصقعاً مؤثراً، وله مهابة في نفوس تلامذته إلى جانب حبهم العميق له.
تعليمه:
عندما بلغ الشيخ أحمد سن التعليم أدخله والده في كتاب الشيخ إبراهيم الطرودي لحفظ كتاب الله، فما لبث حتى حفظه في مدة وجيزة، ثم جوَدَّه على يد والده الشيخ مصطفى، ثم بدأ بدراسة العلوم العربية والدينية على يد أبيه أولاً ثم التحق بالمسجد ...
__________
(1) نقلا عن مقالات الشيخ محمد سعيد دفتر دار بجريدة المدينة.
(2) مقالة للأستاذ المرحوم محمد سعيد دفتردار.
(3) الموسوعة الأدبية - الجزء الأول ص 60.