كتاب أعلام من أرض النبوة (اسم الجزء: 2)

65 ...
سنة 1271 هـ والتقى بالشيخ عبد الرحمن المذكور وربما يكون تتلمذ على يده في الجامع الأزهر. ثم إن الشيخ الحلواني عاد إلى المدينة المنورة وبقي بها حتى عام 1292 هـ: كما يذكر محب الدين الخطيب في ترجمته: وأن الدافع وراء نزوح الحلواني من المدينة هو ما قيل عنه ألّف رسالة ينكر فيها صحة المخلفات النبوية التي كانت الدولة العثمانية تتقرب إلى العامة بدعوى الحيازة لها والاحتفال بها في مواكب دورية أو غير دورية، وعلى إثر ذلك قام الحلواني برحلة إلى مصر وبعض بلاد الشرق العربي، وفي مصر اتصل بالعلامة محمد محمود التركزي الشنقيطي (1) فأخذ عنه واستفاد منه.
وخالط طبقة أخرى من علماء وأعيان ذلك الوقت في مصر.
ومما قاله الشيخ محب الدين أن الشيخ الحلواني لم يعرف التركزي إلا في رحلته الثانية إلى مصر وأنه في رحلته الأولى لم يحتك به ولم يعرفه. ويبدو أن الشيخ الحلواني كان يتردد كثيراً على مصر واستقر بها فترة من الزمن.
وقد ذكر أنه في عام 1299 هـ كان في المدينة المنورة، وهي التي استنسخ فيها نسخة من شعر أبي المحجن بأسره برواية أبي يوسف يعقوب السكيت، ثم أبي سعيد السكري وأبي الحسن الطوسي، حيث كتبها الحلواني في المدينة المنورة في الثالث من ذي القعدة سنة 1299 هـ وعلق الحلواني في نهاية هذه النسخة أنه نقلها من نسخة " بخط أديب زمانه وحيد عصره الشيخ محمد محمود التلاميد الشنقيطي وهو نقل من خط ياقوت ولفظه .. " (2) وانني هنا أرجح بأن الشيخ الحلواني كان على صلة بالشيخ التركزي من المدينة المنورة لأن الشيخ التركزي كان مقيماً بها فترة من الزمن ثم نفي منها إلى مصر (3).
الحلواني يبيع المخطوطات:
وفي عام 1301 هـ (1889م) رحل الشيخ أمين الحلواني إلى ليدن وأمستردام ...
__________
(1) مجلة المنهل / محب الدين الخطيب.
(2) المدينة بين الأدب والتاريخ ص 50 ـ 51.
(3) أنظر ما كتبناه في أعلام من أرض النبوة ـ الجزء الأول ـ حلقة الشيخ عبد الجليل برادة ص 134.

الصفحة 65